مجلة تايم الأمريكية: المجتمع الأمريكي بني على مفهوم العداء العنصري

واشنطن-سانا

ذكرت مجلة تايم الأمريكية أن جريمة قتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة وما أثارته من تداعيات على الصعيدين الشعبي والسياسي لم تكشف فقط حقيقة المجتمع الأمريكي وعلاقاته القائمة على مفهوم العداء العنصري بل جعلت الأمريكيين يدركون أخيرا أن هذه الجريمة تحدد ماهية الولايات المتحدة وسياساتها التي جعلتها تتخلف عن باقي الدول المتقدمة فيما يتعلق بتوزيع الثروات وتحقيق نوع من التوازن الاجتماعي.

وأوضحت المجلة في سياق مقال للكاتب ادواردو بورتر أن “الأمريكيين بدؤوا يفهمون أن العداء العرقي شكل مجتمعهم بطريقة مشوهة وأن سياسات بلدهم القائمة على هذا العداء أدت إلى حدوث تناقضات مخيفة بين طبقات تتمتع بثروات غير محدودة وأخرى تعاني الحرمان والفقر”.

وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تحتل من جهة التصنيف الدولي للفقر مركز الصدارة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية متجاوزة بمعدلات الفقر فيها المكسيك كما أنها تحتل المرتبة الأولى بالنسبة للأمراض المتصلة بالأوضاع الاجتماعية المتردية.

وتساءلت المجلة عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تسمح بمثل هذا الحرمان على نحو متواصل عبر التاريخ رغم كونها دولة ثرية مبينة أنه في الوقت الذي يلقي فيه الأمريكيون اللوم في ذلك على العولمة والتغيرات التكنولوجية إلا أن السبب الحقيقي هو أن أمريكا لم تظهر أي اهتمام بتأمين الحماية الاجتماعية لمواطنيها المتحدرين من أصول عرقية مختلفة بل وجدت حلا آخر يتمثل في سجنهم.

وأكدت المجلة أن النظام القضائي الجنائي في الولايات المتحدة يستهدف الأمريكيين من أصول أفريقية بشكل مباشر تماما بقدر ما تستهدف برامج الرعاية الاجتماعية الأمريكيين البيض مشيرة إلى أن أكثر من مليون أمريكي من أصل أفريقي يقبعون حاليا وراء القضبان على الرغم من أنهم يشكلون فقط نسبة 13 بالمئة من التعداد السكاني العام.

ولفتت المجلة إلى أن الإنفاق الحكومي الأمريكي على السجون ارتفع بمعدل أربعة أضعاف بين عامي 1982 و2015 فيما انعكست السياسات الاجتماعية الأخرى على الأمريكيين من أصول إفريقية ولاتينية على نحو كارثي فانخفض متوسط أعمارهم على نحو كبير وجاء فيروس كورونا ليزيد معاناتهم ويسلط الضوء بشكل أوضح على أوضاعهم الاجتماعية المتردية.

وفيما تتواصل الاحتجاجات على مقتل فلويد وعنف الشرطة الأمريكية بدأت حقيقة الولايات المتحدة القائمة على استغلال حقوق الإنسان والتمييز العنصري تتكشف عالميا ويظهر زيف شعاراتها حول الحريات والمساواة.