S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
واشنطن-سانا
قالت الكاتبة الأمريكية جنيفر سينيور إن الرئيس دونالد ترامب الذي تعهد في خطاب التنصيب الأول والذي يؤمل أن يكون الأخير في كانون الثاني عام 2017 بإنهاء ما وصفها بـ “المذبحة الأمريكية” حصل على “مذبحته الخاصة” الأسبوع الماضي ويبدو أن وجوده في سدة الحكم لم يكن لإيقافها وإنما لاستدامتها كما أن التحريض لم يكن سمة من سمات حملته الانتخابية فحسب بل وحكمه أيضا.
وأوضحت سينيور في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان “ما القاسم المشترك بين ترامب ورجال الشرطة الفاسدين” أنه عندما ينظر المؤرخون إلى فترة حكم ترامب يمكنهم اختزال رئاسته بهذه اللحظة “عندما جثا شرطي سادي واضعا ركبته على رقبة رجل أمريكي أفريقي لنحو 9 دقائق ويقتله على مرأى من الجميع لينفجر الشارع غاضبا لاحقا على هذه الجريمة”.
وأضافت سينيور إن ديريك شوفين لم يكن أول شرطي يقوم بقتل أمريكي إفريقي بهذه الوحشية بل هو يمثل تجسيدا للفلسفة الترامبية القائمة على معادلة “نحن ضد الآخرين” وتلك هي “الروح الفاسدة التي تشكل جوهر الوحشية لدى الشرطة” كما أنها “الجوهر المتعفن لفلسفة رئيسنا الخامس والأربعين”.
وتابعت سينيور قائلة: “لا الشرطي الفاسد ولا ترامب يريان بأنهما في خدمة المواطنين الذين أقسموا على حمايتهم بل هما في خدمة أنفسهم فقط وكل شخص آخر هو العدو”.
ولفتت الكاتبة إلى أنه ومنذ بداية حكمه تلقت الشرطة الكثير من الرسائل المنحرفة من جانب ترامب تشجعهم على تبني الجانب المظلم في شخصياتهم مشيرة إلى أنه وفي إحدى تغريدات ترامب الأكثر كشفا لشخصيته منذ أن بدأت الاحتجاجات قام بالتبجح والتباهي بشأن “شجاعة المخابرات والتهديد بإطلاق أشرس الكلاب وأكثر الأسلحة شؤما” على المتظاهرين خارج البيت الأبيض إن زادت الأمور حدة.
وأشارت إلى أن غضب الأمريكيين الأفارقة وكثير من البيض دفعهم للنزول إلى الشارع ليحتجوا على وحشية وعنصرية الشرطة حتى خلال جائحة كورونا مبينة أن الأحداث الجديدة أبرزت من جديد فراغا في مركز القرار وغيابا للقيادة القادرة على الرد والتعامل بالشكل المناسب تماما كما حدث مع جائحة كورونا.
وكانت الاحتجاجات بدأت في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا بعدما أظهر مقطع فيديو المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد وهو يجاهد للتنفس بينما يجثو شرطي أبيض بركبته على رقبته حتى لفظ أنفاسه بعد أن ساعده عدة ضباط شرطة على تنفيذ جريمته.
وهدد ترامب في وقت سابق باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة ضد المظاهرات التي عمت ارجاء الولايات المتحدة للتنديد بعنف الشرطة وارتفعت مجددا هتافات “حياة السود مهمة” التي ظهرت في حوادث مماثلة خلال السنوات الماضية.
