دمشق-سانا
يطل الفنان محمود خليلي في موسم رمضان الحالي من خلال ثلاثة أعمال هي (حارس القدس) و(بروكار) و(حرملك 2) ليحقق ترسيخاً ملحوظاً لوجوده الفني ضمن هذه المرحلة من مسيرته الفنية الطويلة.
وللتعرف أكثر على أفكار ورؤى الفنان خليلي حول مختلف المواضيع الفنية كان لـ سانا الثقافية الحوار التالي معه..
ـ بعد هذه الرحلة الطويلة مع الفن هل تعتقد أن هذه المرحلة العمرية أنصفتك أكثر من غيرها؟
ج1- ليس كما أريد أو كما هو مفترض، فمع مرور الزمن تنضج التجربة وتصبح أكثر عمقاً، ومن الطبيعي أن تزداد الفرص وتصبح أكثر أهمية لكن هذا لم يتحقق بمستوى التطور الحاصل، غير أنه بوسعي القول أنه صار بمقدوري اختيار أدواري بدقة وعناية أكبر، وبازدياد السيطرة على أدواتي الفنية صار بمقدوري تطويعها لصالح تجسيد أدواري المختلفة وبالطريقة الأمثل، والفرص تخضع لاعتبارات مختلفة، منها الموهبة والالتزام المنصف، ومنها المبني على علاقات شخصية ومصالح خاصة، فهذه المهنة ليست وفية لأبنائها.
ـ لك تجربة طويلة مع المسرح، ما هو سر علاقتك بأبي الفنون؟
ج2- المسرح ملاذي وعشقي، ورغم كل المعوقات يبقى بالنسبة لي سيد الفنون، وما يتحقق فيه لا يمكن تحقيقه في غيره حيث أستطيع بناء أسرة فنية، يحيطها الدفء وأستعجل الحضور إليه للقاء من اشتاق لهم، وفي المسرح يغدو الممثل شريكا في العرض، ومتاحا له إبداء الرأي والاقتراح، كما تتحول قدرات الممثل إلى طاقة متفجرة، وتتجاوز التقليدي والمألوف.
ـ إذا كان متاحا لك اختيار الاختصاص بفن معين، أيها تختار؟
ج3- أختار المسرح، لكن هذا الاختيار مشروط بإنصافه وبأن يأخذ حقه ومكانته التي يستحق، فالمسرح عندنا ينهض على أكتاف العاملين فيه أكثر من الدعم المقدم له وهو محكوم بقوانين وآليات قديمة، تفرض على المسرحيين العمل في مناخ غير صحي، ويبذلون جهداً مضاعفاً من طاقاتهم.
ـ كيف ترى واقع المسرح السوري اليوم، وما يحتاج إليه ليكون في حال أفضل؟
ج4- لا ننكر أن مسارحنا شهدت في السنوات الأخيرة تقديم العديد من العروض المتميزة، والتي تحمل توقيع أسماء كبيرة نعتز بوجودها، ومديرية المسارح والموسيقى تعمل ما بوسعها ضمن المتاح، لكن دون نتائج مطمئنة وتطور يذكر، ولكي نقدم مسرحاً بمستوى الطموح، علينا تغيير القوانين والآليات الناظمة واحترام مبدعينا المسرحيين وتقدير إمكانياتهم، ووضع الميزانيات اللازمة لتخديم العرض المسرحي بكل متطلباته وزيادة أجوره ليرجع الطاقات التي هاجرت إلى التلفزيون.
ـ كيف ترى واقع الدراما التلفزيونية السورية اليوم، وما تحتاج إليه لتعود لمكانتها قبل الحرب؟
ج5- لا يمكن الحديث عن الدراما بمعزل عما فرضته وقائع الحرب الإرهابية لإنتاج عملية إبداعية، حيث ظهر منتجون قدموا أعمالا متواضعة الجودة، بأجور وتكاليف بخسة، وفي الوقت نفسه ظهرت أعمال متميزة منافسة ولكنها قليلة، وبدون رفع الحصار عن الدراما وفتح قنوات التوزيع سيبقى رأس المال ولا سيما الخارجي متردداً في عودة الاستثمار، لكن بإمكان شركات الإنتاج المحلية أن تكلف بعض الأقلام الماهرة كتابة أعمال غير مكلفة، تحقق المتعة ولا تخسر المضمون الجيد، كما من واجب الفنانين عدم الاستسهال أو الانجرار لتقديم ما يوازي أجورهم القليلة، فإن خسرنا جزءاً من الأجر فعلينا ألا نخسر مكانتنا وجودة عملنا.
ـ كيف ترى حال السينما السورية خلال السنوات العشر الماضية؟
ج6- السينما في زمن الحرب حافظت على مستواها ولم تتقدم، وإنتاج عملين أو ثلاثة في العام غير كاف لبلد بحجم سورية.
ـ هل أنت متفائل بمستقبل الفن السوري عموماً؟
ج7- طالما هنالك منتجون ومبدعون حريصون وأصحاب مشروع فني وعاجلاً أم آجلاً ستنفض الحرب غبارها، وسيعود الاستثمار في درامانا لأننا نمتلك مقومات طبيعية كثيرة لهذا الاستثمار، وسيتحرك الرأسمال الداخلي أيضاً للإنتاج بخطى ثابتة.
الفنان محمود خليلي فلسطيني الأصل من مواليد مخيم النيرب عام 1957 وخريج كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وهو عضو في اتحادي الفنانين التشكيليين والكتاب والصحفيين الفلسطينيين.. شارك بمعارض داخل وخارج سورية وله العديد من المشاركات في أعمال تلفزيونية وسينمائية ومسرحية ممثلا ومصمماً للديكور والملابس.
محمد سمير طحان