توقيع الديوان الشعري السمراء ذات الخال بكامل أريجها بثقافي جرمانا

دمشق-سانا

استضاف ثقافي جرمانا حفل توقيع الديوان الشعري السمراء ذات الخال بكامل أريجها للشاعر العراقي عادل الشرقي وذلك بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب بريف دمشق.

وألقى الشاعر الشرقي عددا من قصائد ديوانه الجديد والتي اقتصرت على الشعر الغزلي الموشح بحب الأرض وأصالة الانتماء ملتزمة بموسيقا الشعر وأوزان البحر الخليلي سواء كان في شكل الشطرين او شكل التفعيلة كما ظهرت العاطفة الذاتية بشكل واضح في ألفاظ الشاعر وتعابيره وإلقائه.1

تأثر الشاعر بالأصالة الشعرية التي استقاها من خلال اطلاعه على الشعر العربي عبر الازمنة الماضية اضافة الى حفاظه على الحداثة الشعرية التي تجلت بعذوبة الألفاظ وسهولة المعنى وانسياب التعابير.

وفي قصيدته التي حملت عنوان الديوان اقتصر الشرقي فيها على الوصف في الغزل وإظهار محاسن الموصوفة إلا أنه نسب الفتاة التي يصفها الى أغلب البلدان العربية ما يدل على امتداد شعوره القومي وانتمائه العربي حيث قال.. شامية العينين .. لبنانية الوجنات ..بغدادية الأعراق .. قالت ..حذار فإن سحر مفاتني .. سيقض كل مضاجع العشاق وتبعتها أمشي وراء ظلالها .. فتلألأت كالبدر في أحداقي

وفي ديوانه وجود ليس قليلا للشعر القصصي الذي جاء على شكل شعر عمر بن أبي ربيعة ونزار قباني إلا أن المعاني اختلفت والتعابير لم تقتصر على الوقوف عند حد الأساتذة فاشتغل على أسلوبه الخاص وشخصيته الفريدة كقوله في قصيدة دموع وعنفوان : قالت له اذهب وليتك لم تعد .. اني مللت مرارتي وعذابي
فلكم سهرت وكم بكيت حزينة .. وشربت مر الصبر من أكوابي سيحل بعد الآن يوم حسابنا .. فلتنتظر مني قرار حسابي أما شعر التفعيلة فجاء مقتربا من اللون العراقي الذي أبدعه السياب وعبد الوهاب ولم ينزل دون مستواهم إضافة إلى التزامه بنغم متصاعد الحنين وعبارات تنم عن موهبة اخذة قادرة على الوصول الى حيث يذهب صاحبها كما جاء في قصيدة حضور الغياب فقال: غدا تأتي .. غدا ترحل .. وقد ننساب .. فوق الأرض كالجدول .. حبيب القلب لا تحكي ..ولا تسأل .. لأنك في ختام القول .. تبقى الآخر الأاول .. وتبقى الاعذب الأجمل.

وقالت الشاعرة وليدة عنتابي في مداخلتها إن عادل الشرقي في شعره يتلألأ البريق المتفجر من ألق الكلمات ويستحوذ عليك ذاك الفيض الملهم من خيال مغاير للعادي حيث تتشظى شهب وتتوالى مذنبات ليصهر الليل مهرجانا يرفل بكل طريف ومثير لتضيف انه يستقل متن هيامه بوطن مدنف مغمور بدمه حد الاختناق وينقلنا معه إلى حب لا يقاس بمقياس.

ورأى الدكتور الناقد غسان غنيم أن قصائد الحب التي ألقيت غير لائقة بالقلوب ولا تمتلك خصوصية الشاعر فتجلت فيها نرجسية الرجل ومثل هذا لا يعطي طابعا مميزا.1

في حين قال الشاعر والناقد الدكتور على العبيدي إن الشاعر الشرقي معروف بالوسط العراقي فهو يمتلك موهبة حسنة وتوظيفا موفقا وجريئا يمكنه نحت ألفاظه بالشكل الذي يعجبه حتى وان كان قد توجه في غزله إلى مدرسة نزار قباني.

وأشار الشاعر سليمان السلمان إلى بعض القوافي التي أراد لها ان تكون في غير مكانها معتبرا أن الشاعر لم يوفق في كل اختياراته للروي والقافية.

وبينت الكاتبة نبوغ أسعد ان قصائد الشاعر الشرقي قادرة على الوصول إلى المتلقي لأنها اقتربت من التراث والأصالة واتسمت بالعفوية والصدق وامتلات بالصور الجميلة والعبارات الرقيقة وهذا أمر لا يمكن أن تتخلى عنه الذائقة الناضجة.

وكانت المداخلات والتصريحات التي تناولت قصائد الديوان الشعري قد اختلفت بين سلبية وإيجابية واقتصرت أغلبها على آراء ذاتية دون أن تعتمد على منهج تطبيقي ولا سيما في الرؤى السلبية التي اختلفت معاييرها عند بعضهم.

محمد الخضر