المؤلف الموسيقي طاهر ماملي: الثقافة سلاح مهم في إعادة إعمار سورية

دمشق-سانا

يمتلك المؤلف الموسيقي طاهر ماملي مساحة خاصة في عالم التأليف الدرامي الموسيقي من خلال ما قدمه ضمن عشرات المسلسلات السورية من موسيقى تصويرية وأغاني شارات كان لها مساهمة في النجاح الجماهيري لتلك الأعمال ما لفتت الأنظار لمشروعه الموسيقي المميز بطابعه الشرقي الممزوج بتوليفات من ثقافات متعددة.

وعن مشروعه الموسيقي التراكمي يقول الموسيقي ماملي في حديث لسانا: “مشروعي الموسيقي مستمر وهو مازال منوطاً بمشروع الدراما السورية لأن الموسيقا في سورية ماتزال بحاجة لمؤسسة إنتاج حقيقية وهذا غير متاح لغاية الآن”.

ويبين مؤلف موسيقا مسلسل بقعة ضوء أن العقبات التي نواجهها في مشاريعنا الموسيقية عموماً في هذه المرحلة ناجمة عن الحرب الإرهابية على سورية من هجرة العديد من الكوادر الموسيقية وتراجع الاهتمام بالقطاع الثقافي بشكل عام وبالموسيقا والغناء بشكل خاص مع ما تعانيه صناعة الدراما السورية جراء العقوبات على سورية وندرة المنتج الفني المثقف عن الساحة.

ويرى ماملي أن الحياة الموسيقية في سورية خلال الظرف الراهن دون المأمول باستثناء بعض المحاولات الخجولة والفردية ولا يمكن لها أن تتطور إذا لم يكن هناك شركات إنتاج خاصة وعامة بالتوازي مع تطبيق قانون حفظ الملكية الفكرية ليزدهر هذا المجال الإبداعي.

صاحب موسيقا مسلسل الزير سالم ينصح الموسيقيين والمغنين السوريين الشباب بالعمل والجهد والصبر وعدم الاستسهال بتقديم أي منتج فني لأن التاريخ لا يذكر الأعمال الرديئة وتحمل ظروف العمل مهما كانت لأن القابض على مشروعه الفني اليوم حسب تعبيره كالقابض على جمرة من نار.

ومؤلف موسيقا مسلسل سنعود بعد قليل لا يخفي تفاؤله بالمستقبل ويقول: “متفائل بجيل الشباب من الموسيقيين والمغنين مع ضرورة دعمهم ليحققوا مشروعاتهم الفنية للحيلولة دون سفرهم ليبحثوا عن فرص جديدة خارج الوطن”.

وختم ماملي حديثه بالتأكيد على أهمية الثقافة ودورها كسلاح رديف في إعادة إعمار سورية التي نحلم بها داعياً المؤسسات الوطنية الرسمية وغير الرسمية للاستثمار في الثقافة وحمايتها من تحكم رأس المال غير المثقف ومن فرض الفكر الاستهلاكي والربحي المجرد من القيم الإنسانية.

الموسيقي طاهر ماملي من مواليد حلب عام 1966 وهو ملحن ومؤلف موسيقا تصويرية درس الموسيقا في المعهد العربي في حلب وتخصص بالعزف على آلة الكمان وبعدها درس الموسيقا في معهد باربيكان سنتر في لندن بريطانيا وعند عودته إلى سورية تابع دراسته في المعهد العالي للموسيقا بدمشق وكان من خريجي الدفعة الأولى عام 1996 وألف الموسيقا التصويرية لعشرات الأعمال الدرامية السورية وتعاون مع الكثير من المغنيين السوريين والعرب وحصل على جائزة أدونيا عن مجمل أعماله عام 2005 وعن موسيقا مسلسل زهرة النرجس عام 2008 وجائزة أفضل موسيقا تصويرية في مهرجان القاهرة الدولي عن الموسيقا التصويرية لمسلسل الدوامة عام 2009.

محمد سمير طحان