الطقوس والمرأة والدراما الجمالية في أعمال التشكيلي أنور الرحبي

دمشق-سانا

تقوم تجربة الفنان التشكيلي أنور الرحبي طوال أكثر من أربعين عاما على علاقة خاصة مع اللوحة تحاكي الحدث بألوانه وضمن جملة خطوط تتشكل على سطح العمل من خلال استحداث إنشاءات لونية مفتوحة بعيدا عن النمطية بسمات تعبيرية.

وعن هذه العلاقة مع اللوحة يقول التشكيلي الرحبي في حديث لـ سانا: “تنبع هذه العلاقة من اهتمامات متفاوتة بامساك الوحدات العضوية اللونية في العمل والبحث في دلالات الألوان وتحرير منظومة التكوين التقليدية وصولا إلى إنشاء مفتوح معبأ بالحياة والأحداث”.

ويجد الرحبي أن ما يحتويه المشهد في اللوحة من متغيرات بوسعه خلق عواطف اجتماعية مكانية لها سحرها البصري ويقول: “أميل في أعمالي لإبراز الطقوس وأعمل على إظهار الفعل الجمالي والدرامي ولا أبتعد عن المسافات الاجتماعية في الطرح واستثمر الفضاء اللوني في تفكيك جديد لمنصة المفردات ليتألق العمل البصري بنغماته المضافة للمكان لأصل إلى حالة الصدق التي أريد”.

ويرى الفنان ابن مدينة دير الزور أن انتماءه لهذه البيئة وشخوصها أتاح له التحاكي معها بصورة دلالية لتحويل المفردة المكانية من البيئة إلى مفردة بصرية موضحا أن اهتمامه بالمرأة في لوحاته لكونها الأيقونة التي من خلالها يرى الحياة ويشكلها بالألوان الوحشية من الأحمر والأزرق والأصفر مع الهباري والبيوت والرموز فتغدو كلها مفردات مكانية.

وعن أثر الحرب في التشكيل السوري يقول الرحبي: “الفنان السوري في هذه الآونة تعامل مع هذه المفردة عبر جملة من النظم البصرية الاجتماعية والجمالية فامتلات صالات العرض بأعمال الفنانين الذين قدموا مكنونات سنوات الحرب وعلت المعطيات الحسية الفنية في عروضهم وحاكوا رموزنا كرد على الذين أرادوا طمس حضارتنا” داعيا كل الفنانين في الخارج إلى أن يتوجهوا بأعمالهم نحو وطنهم سورية.

الفنان صاحب التجربة الطويلة في النقد التشكيلي يرى أن الحركة التشكيلية السورية تفتقد اليوم التمثيل النقدي الحقيقي بسبب عدم احتضان النقاد ليبقى النقد في إطار إنشائية غير متمرسة في التكوين الفني والغرض الإبداعي ما يتسبب بعدم التماس الحقيقي مع المتذوق للفن لافتا إلى ضرورة إنشاء قسم متخصص بالنقد الفني في كلية الفنون الجميلة لمعالجة غياب النقد التشكيلي المعياري.

وعن مستقبل التشكيل السوري يختم الفنان الرحبي بالقول: “لست متشائما بالمستقبل فأنا على اتساق مع النتاجات التشكيلية في حضورها الرسمي وغير الرسمي واحترم العلاقات الفنية وآلية الخلق والإنتاج وأسعى مع الكثيرين إلى أن تكون الحركة التشكيلية قوة مغيرة في عملية الإبداع عموما”.

الفنان التشكيلي أنور الرحبي من مواليد دير الزور 1957 درس الفن دراسة خاصة وشغل منصب أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية وحصل على العديد من الجوائز في سورية وخارجها وله العديد من المعارض الجماعية والفردية داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة من قبل وزارات الثقافة والخارجية والسياحة وضمن مجموعات خاصة.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

لقاء ذاكرة وطن الشهري يكرم التشكيلي أنور الرحبي في ثقافي كفرسوسة- فيديو

دمشق-سانا كرم لقاء ذاكرة وطن الشهري الذي تقيمه مديرية ثقافة دمشق الفنان التشكيلي أنور الرحبي …