ما دور الصحة النفسية في تقوية جهاز المناعة في زمن كورونا؟

دمشق-سانا

تنتشر الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق بشكل جلي في حالات الأزمات والحروب وانتشار الأوبئة نتيجة للخوف كما تزداد حدة الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية بالأصل ولا سيما حالات اضطراب القلق المعمم والوسواس القهري ونوبات الهلع حيث بدا ذلك جلياً في الآونة الأخيرة مع انتشار فيروس كورونا في معظم دول العالم وفق الاختصاصية النفسية أمل شاكر في تصريح لسانا.

وللصحة النفسية دور كبير في تقوية الجهاز المناعي للجسم بحسب شاكر فالصحة النفسية والجسدية متلازمتان ومن الضروري تقديم الدعم النفسي لجميع الأشخاص في هذه الظروف وخاصة الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية بالأصل ومن الممكن أن يقدم هذا الدعم عبر استشارة المختصين أو من أحد أفراد العائلة الذي يتصف بالقوة والتوازن والوعي ولديه “مناعة نفسية”.

وأشارت شاكر إلى أن الحجر المنزلي للتصدي لفيروس كورونا والحد من انتشاره رافقه شعور لدى البعض بالضجر والملل وعدم القدرة على استيعاب ما يحدث من تطورات حول المرض والشائعات التي تكثر حوله ليتحول سلوكهم إلى عنف وعصبية وقلق وصعوبة في النوم وقلة تركيز وتوهم بأعراض مشابهة لأعراض مرض “كوفيد 19” الذي يسببه فيروس كورونا.

ولفتت شاكر إلى أن الشعور بالقلق في مثل هذه الحالات أمر طبيعي ولكن يخشى من تحوله إلى قلق وخوف مرضي معتبرة أن الشدة النفسية من الأسباب الرئيسية لضعف المناعة الأمر الذي يزيد عوامل خطورة الإصابة بالمرض.

وبحسب شاكر لا بد من الوعي لتخفيف القلق ومواجهة الأزمات بحكمة وصبر والمعرفة الصحيحة بكيفية انتقال العدوى والإجراءات المطلوبة لمنع ذلك حماية للفرد والمجتمع وتقديم النصائح المفيدة لمساعدة الأشخاص الذين يتعاملون مع الوضع بمبالغة عالية وخوف شديد.

وحول الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية بينت شاكر أن الأشخاص المرضى النفسيين الذين يعانون من الوسواس القهري واضطرابات القلق المعمم تزداد حالتهم النفسية سوءاً في مثل هذه الأزمات الأمر الذي يدفعهم إلى المبالغة في الإجراءات الاحترازية من التنظيف والتعقيم الشخصي والرغبة بالعزلة ما يجعلهم عرضه للإصابة بأذيات جسدية وآفات جلدية وفي حال إصابتهم بالفيروس يتهربون من العلاج لاعتقادهم أن الموت حليفهم لمجرد الإصابة.

وتنصح شاكر الأشخاص بشكل عام والمرضى النفسيين بشكل خاص بالتواصل الدائم مع الطبيب المختص في حال الحاجة وبتناول مشروبات مهدئة كالبابونج والكاكاو والابتعاد عن تناول الأدوية دون استشارة طبيب والامتناع عن التدخين والمنبهات والإقلال من السكريات والابتعاد عن الشائعات والاعتماد على مصادر موثوقة للأخبار واتباع سلوكيات صحية ذات آثر نفسي إيجابي منها عدم الجلوس بملابس النوم فترات طويلة والاستفادة من الوقت بممارسة الهوايات والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي والنوم لساعات كافية والتعرض لأشعة الشمس والاسترخاء لدعم جهاز المناعة الذي يعد خط الدفاع الأهم ضد الفيروسات.

وأشارت شاكر إلى أنه إلى جانب وجود اشخاص يبالغون في الخوف والقلق نجد أشخاصاً غير مبالين بصحتهم وصحة الغير وهم أيضاً بحاجة إلى توعية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لافتة إلى أن الأشخاص يتأثرون بالبيئة المحيطة وكلما كانت البيئة سليمة نفسياً يمكن تجاوز أي أثر نفسي في الظروف الصعبة.

مدى علوش

انظر ايضاً

الصحة العالمية: ارتفاع حاد بعدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم

جنيف-سانا أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد19”