الشريط الإخباري

سوريون في ذكرى الجلاء: نستلهم من الإرث النضالي للأجداد معاني البطولة والتضحية والفخار

محافظات-سانا

في الذكرى الرابعة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية تمر في ذاكرة السوريين الكثير من محطات وملاحم البطولة والفداء التي سطرها أباؤهم وأجدادهم في سبيل استقلال الوطن.

وأبناء السويداء وطرطوس ودرعا حالهم كحال السوريين جميعاً يستذكرون اليوم مآثر الأجداد الخالدة الذين قارعوا المستعمر الفرنسي من يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وصالح العلي ومحمد الأشمر وغيرهم من أبناء الوطن الذين ناضلوا من أجل نيل الحرية والاستقلال والحفاظ على الوحدة الوطنية مستلهمين من إرثهم النضالي معاني العزة والبطولة والتضحية والفخار.

ويلفت الباحث الدكتور فندي أبو فخر لمراسلة سانا إلى أن الحفاظ على الاستقلال وصون ما حققه أجدادنا أمانة في أعناق الأجيال القادمة كما أوصى قائد الثورة السورية الكبرى المجاهد سلطان باشا الأطرش مبيناً أن الوصية جسدت قيماً وتاريخاً نضالياً حافلاً يجب أن يدرس لتتعرف عليه الأجيال القادمة وتتمثل قيمه بالوقت الحاضر.

شعار الثورة السورية الكبرى “الدين لله والوطن للجميع” الذي أطلقه قائدها سلطان باشا الأطرش حسب ما يشير الكاتب والصحفي معين العماطوري شكل فيما بعد ثقافة المقاومة وأسس في الذاكرة الوطنية الجمعية نهجاً ثورياً لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ويترجمه أبطال الجيش العربي السوري اليوم في مواجهة الإرهاب على امتداد الجغرافيا السورية.

ويبين الصحفي والمهتم بالتوثيق الشعبي التاريخي حسين خويص أن بطولات الأجداد صانعي الجلاء في مواجهة المستعمر الفرنسي تؤكد روح الحمية وجاهزيتهم لخوض المعارك مستذكراً بعض المآثر البطولية آنذاك ومنها إسقاط طائرة فرنسية في قرية عرمان وأسر طيارين وسجنهم في بيت المجاهد علي الأطرش وحرق الحامية الفرنسية الموجودة بقلعة صلخد وبطولة المجاهدة بستان شلغين من قرية صميد التي كانت تقدم الطعام للثوار والمجاهدة مد الله حمزة من قرية رساس التي قدمت أبناءها الأربعة وزوجها في معركة المسيفرة.

الجلاء الذي يبقى محطة تاريخية خالدة في ذاكرة السوريين كما يشير الباحث إبراهيم جودية لم يأت صدفة أنما جاء من خلال تضحيات أبناء الوطن على امتداد الجغرافيا السورية وعزيمة رجال عاهدوا فصدقوا ومعارك اختلطت فيها دماء الثوار ليتابع أحفادهم السير على نهج المقاومة ويواجهوا الإرهاب ويتصدوا للحرب الظالمة على وطنهم حتى تحقيق النصر المؤزر على الإرهاب.

ومن طرطوس تتحدث والدة الشهيدين بشار ووسيم وردة اللذين استشهدا خلال الحرب الإرهابية على سورية عن قيم الشهادة والتضحية مبينة أن ابنيها قدما روحيهما فداء للوطن في مواجهة الإرهاب كما فعل الأجداد منذ عشرات السنين في مواجهة المستعمر الفرنسي.

وتوضح ميس شلوف زوجة الشهيد علي دغمة الذي استشهد عام 2014 وهي أم لثلاثة أطفال أنها تربيهم على حب الوطن وبذل الغالي والنفيس في سبيله ليقتدوا في ذلك بما قدمه والدهم الشهيد كما أنها تروي لهم قصص وبطولات الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب وبطولات الثوار ضد المستعمر الفرنسي.

وتؤكد ميلاد شدود زوجة الشهيد محمد منصور الذي استشهد خلال الحرب الإرهابية على سورية أن انتصارات وتضحيات الشهداء اليوم هي امتداد لبطولات السوريين في التصدي للاستعمار بكل أشكاله وقالت “ذكرى الجلاء وقفة عز وفخار تضيء في سماء وطننا الغالي الذي دفع أبناؤه الكثير للحفاظ على وحدة ترابه” مستذكرة المجاهدين الأبطال كالشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش الذين كانوا المنارة التي استلهم منها السوريون دروس العزة.

ويبين بلال الفايز مدير مدرسة الإعداد الحزبي بدرعا أن ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية حية في ذاكرة السوريين بما تحويه من بطولات كمعركة ميسلون عام 1920 بقيادة البطل يوسف العظمة وزير الدفاع السوري ورفاقه الذين استشهدوا دفاعاً عن سورية مؤكداً أن الجلاء سيبقى قيمة نضالية ووطنية وحافزاً لنا لمواصلة الكفاح ضد كل قوى الشر والعدوان لتطهير سورية من رجس الإرهاب وداعميه.

ويوضح أحمد الديري رئيس اتحاد عمال درعا أن أبطال الجلاء الذين توحدوا خلف راية الوطن رسموا ببطولاتهم ضد المستعمر الفرنسي الخطوات الأولى لمستقبل سورية مقدمين التضحيات الجسام في سبيل ذلك وقال “ما الانتصار الذي حققناه على الإرهاب وداعميه إلا دليل سيرنا على نهج أجدادنا الذين صنعوا النصر”.

رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بدرعا ابراهيم عباس ياسين قال “نحتفي بذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرضنا مستذكرين البطولات المجيدة والتضحيات الجسام في سبيل استقلال سورية”.

انظر ايضاً

بمناسبة ذكرى الجلاء.. محاضرة ثقافية في جرمانا

ريف دمشق-سانا بمناسبة ذكرى عيد الجلاء أقام فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب والمحطة الثقافية …