استهتار ترامب تفضحه الأرقام الكارثية لضحايا كورونا في أمريكا

دمشق-سانا

أزمة جديدة من نوع آخر يواجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تأكيد أهم خبير صحي في الولايات المتحدة مصداقية التقارير الكثيرة التي تحدثت عن رد البيت الأبيض على التحذيرات المتكررة والمؤشرات الجدية لخطورة فيروس كورونا المستجد بالتجاهل الكامل أو بالتقليل من أهمية تلك التحذيرات.

تقارير استخباراتية وأخرى إعلامية حمّلت في الآونة الأخيرة ترامب مسؤولية الأرقام الكارثية لضحايا فيروس كورونا في الولايات المتحدة بسبب تباطؤ إدارته في احتواء أزمة تفشي الوباء ورغم إنكاره المستمر حقيقة حصوله على معلومات بشأن انتشار الفيروس وخطورته إلا أن كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية ومستشاره الخاص في فريق مكافحة كورونا البروفسور انتوني فاوتشي كشف زيف مزاعمه وفضح موقفه الرافض لاتخاذ إجراءات كان من شأنها إنقاذ آلاف الأمريكيين.

فاوتشي أكد في حوار متلفز مع شبكة CNN الأمريكية أنه كان بإمكان إدارة ترامب إنقاذ العديد من الأرواح لو كانت قد سارعت إلى إقفال المنشآت العامة مشيراً إلى أنه كانت هناك “مقاومة شديدة داخل البيت الأبيض بداية أزمة كورونا ضد إقرار إجراءات العزل الصحي والتباعد الاجتماعي”.

تصريحات فاوتشي تعتبر أول تأكيد رسمي لما ورد في تقارير سابقة تحدثت عن فشل إدارة ترامب في التعامل مع التحذيرات الأولية التي أنذرت بقدوم جائحة خطيرة إلى الولايات المتحدة وفشلها أيضاً في ضمان وجود احتياطات طبية كافية في حال تفشي الجائحة على الأراضي الأمريكية.

تقارير استخباراتية كشفتها صحف أمريكية بما فيها نيويورك تايمز وواشنطن بوست أكدت أن ترامب تلقى تنبيهات متكررة من كبار مستشاريه حول خطورة كورونا أواخر كانون الثاني الماضي بمن فيهم مستشاره للشؤون التجارية بيتر نافارو الذي وجه إلى الرئيس الأمريكي مذكرة بهذا الخصوص كما أوضحت التقارير أن الاستخبارات الأمريكية أطلقت تحذيرات مماثلة منذ تشرين الثاني الماضي واستمرت بذلك طيلة شهري كانون الثاني وشباط الماضيين.

نيويورك تايمز أوضحت في تقرير لها أن ردة فعل ترامب على مثل هذه التحذيرات اقتصرت على التجاهل أو فرض إجراءات تقييدية محدودة على المسافرين القادمين من الصين وذلك في محاولة لتهدئة الانتقادات وإظهار أن الإدارة الأمريكية فعلت شيئاً لمواجهة الوباء.

وحول فشل ترامب في إدارة أزمة كورونا أعادت الصحيفة إلى الأذهان سلسلة التدابير الشكلية التي اتخذها البيت الأبيض على مضض بعد ظهور حالات الإصابة الأولى بين الأمريكيين بما فيها الإعلان على توجيهات صحية عامة بتاريخ الـ 16 من آذار الماضي مع ترك هامش الحرية لفرض وتطبيق هذه التوجيهات مفتوحاً أمام حكام الولايات المختلفة والذين حذا بعضهم حذو ترامب في الاستهتار بخطورة الفيروس ما أدى إلى تفشيه أكثر.

زميل مركز العمل الوقائي في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ميكا زينكو وصف نتائج وباء كورونا بأنها “أسوأ فشل استخباراتي في تاريخ الولايات المتحدة” مؤكداً أن ردة فعل البيت الأبيض وإهماله خطورة الفيروس في مراحل تفشيه الأولى “سيكون من بين القرارات الأكثر تكلفة بتاريخ الرئاسات الحديثة”.

ويتوقع المراقبون أن تكون تكلفة تقصير ترامب واستهتاره الذي تكرر في أزمات أخرى سياسية باهظة بالفعل وسيدفعها الأمريكيون بأنفسهم.

باسمة كنون

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية بعد محاولة اغتيال ترامب

واشنطن-سانا قدمت مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية كيمبرلي تشيتل استقالتها وسط تدقيق في الثغرات الأمنية …