فيروس كورونا يؤجل مشاريع الزواج

اللاذقية وحمص-سانا

لا يمكن لأحد أن يغفل التأثير الكبير الذي تركته الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا على حياتنا وتصرفاتنا وسلوكنا وصولاً إلى العلاقات الاجتماعية وطرق التواصل حيث أدت إلى تأجيل مشاريع الزواج واقتصار اللقاءات بين المحبين على منصات التواصل الاجتماعي.

ياسمين علي طالبة جامعية في اللاذقية قالت في حديث لمراسلة سانا إنها تشعر بالحزن لعدم قدرتها على لقاء خطيبها في ظل هذه الظروف ولا سيما أن فترة الخطوبة هي الأجمل بالنسبة للطرفين مشيرة إلى أنها تنتظر انتهاء الأزمة والوصول إلى بر الأمان للعودة مجدداً للحياة بشكل طبيعي والاستمتاع مجدداً بالتفاصيل البسيطة كالتنزه سوياً على الكورنيش الجنوبي أو شرب القهوة في مكانهما المفضل الذي اعتادا الجلوس فيه كل صباح قبل أن تبدأ محاضراتها الجامعية أو السير في شوارع المدينة المزدحمة والتسوق أو تناول الغداء في أحد المطاعم.

ابتسامة خجولة ارتسمت على وجه الشابة العشرينية التي قالت: “نمضي أغلب الوقت بالتواصل عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي ونحن على قناعة بأن ذلك هو التصرف الأفضل ريثما تمر هذه الظروف بخير وسلامة”.

هدى شابة كانت بانتظار خطوة الزواج لكن فيروس كورونا أجل هذا المشروع وهي ترى أن الالتزام بإجراءات الوقاية هو الحل الأمثل والأسلم للجميع في الوقت الراهن مضيفة إنها ترى في هذه الفترة اختباراً لقوة مشاعرهما وقدرتهما على الصبر والتحمل ويخالفها في ذلك سامر سلوم الذي يجد أن ابتعاد المرء عن شخص أحبه وعدم القدرة على قضاء الوقت معه يخلق حالة من الشعور بالوحدة والضعف.

ويتفق أمجد حلوم وسمر نضوة أن فترة حظر التجول ومنع التنقل بين الريف والمدينة فرصة مناسبة للراحة والتفكير بهدوء وإعادة النظر في خيارات حياتهما العاطفية وتبين حقيقة مشاعرهما ومعرفة ما إذا كان بها أي خلل أو نقص بعيداً عن الصخب والفوضى والضغط النفسي الذي يترافق مع الدراسة ويدفع الإنسان إلى اتخاذ قرارات خاطئة هرباً من واقع معين أو كرد فعل على موقف ما.

الدكتورة يسرى زريقة في قسم علم الاجتماع بجامعة تشرين بينت أن المحبين والمخطوبين أكثر تأثراً بالإجراءات الحالية مقارنة بالمتزوجين الذي قد يكون الحجر الصحي فرصتهم للتقارب وحل الخلافات فالفئة الأولى ملزمة بالتقيد بالتباعد الاجتماعي وهذا يعني قضاء فترة طويلة بعيداً عن الشريك.

وقالت الدكتورة زريقة إنه مهما بلغت مشاعر الحب والعاطفة تجاه شخص ما إلا أن السلامة والابتعاد والجلوس في المنزل خلال هذه الفترة هو الأهم ولكن يخشى الكثيرون أن تنتهي علاقاتهم بسبب البعد أو الملل أو انطفاء المشاعر بسبب عدم اللقاء وصعوبة الحضور وفقا للمثل القائل “البعيد عن العين بعيد عن القلب” وخصوصاً أن الملل هو عدو العلاقات العاطفية وقد يؤثر البعد بالسلب على العلاقة في حال عدم قدرة الشخص على الصبر خاصة إذا لم تكن مشاعره نحو الطرف الآخر قوية بما فيه الكفاية.

وحسب الدكتورة زريقة أنه يمكن للبعد أن يؤثر بالإيجاب ويسهم في خلق حالة قوية من الاشتياق والترقب وتحدي قدرة الطرفين على الصبر والتحمل وقد يؤدي الخوف على الآخر والحفاظ على سلامته في ظل الحظر المفروض اليوم إلى تعزيز الأسس المتينة لعلاقة إنسانية جميلة ومستمرة مبينة أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في كسر الحظر وتقريب المسافات وسهلت عملية التواصل بين المخطوبين والمحبين يومياً عبر مكالمات الفيديو وإرسال الصور بتفاصيل حياتهم اليومية.

وقدمت الدكتورة زريقة مجموعة من النصائح لتجاوز هذه الفترة الحرجة وأولها الوعي وإدراك أن الحجر الصحي المنزلي هو لسلامتهم بالدرجة الأولى وسلامة المحيط وأن ما يمرون فيه اختبار لصدق علاقتهم وعمق مشاعرهم فإما أن يجتازوه معاً أو أن ينتهي وفي كلتا الحالتين هم المستفيدون مؤكدة أن الالتزام في المنزل هو الفرصة الأكثر أماناً للنجاة ومتابعة الحياة من جديد.

في حمص كانت منصات التواصل الاجتماعي هي الحل الأمثل للتواصل بين المقبلين على الزواج أو الارتباط فالفيروس فرض عادات مختلفة تتناقض تماماً مع فكرة التقارب والتواصل.

يقول الشاب أنس محرز الذي يستعد للزواج قريباً من خطيبته علا أنه في الوقت الذي لم يستطع أن يلتقي خطيبته في المقاهي والمطاعم بعد إغلاقها لجأ إلى التكنولوجيا كوسيلة للتواصل مع خطيبته دون أن يضطر لمغادرة منزله قائلاً إن “حماية أنفسنا وعائلاتنا من الفيروس هي الأولوية في الوقت الراهن”.

فيما ترى خطيبته علا حسن أن منصات التواصل الاجتماعي بما تحتويه من ميزة المكالمات الصوتية والفيديو هي الوسيلة الأفضل للتواصل في هذه الظروف وتعتبر وسيلة آمنة لكل الأطراف.

وبين طالب اليوسف أنه يتواصل مع خطيبته في محافظة أخرى عبر الهاتف ومكالمات الفيديو لكنه يفتقد للاستمتاع بالتفاصيل البسيطة والصغيرة بصحبة من يحب كالتنزه والتسوق معا أو تناول القهوة والمناقيش في المقهى المفضل لديه.

من جهته أشار قيس السلوم إلى أن التصدي للفيروس يتطلب تباعداً اجتماعياً وهو ما يتطلب وعياً وصبراً لتجاوز هذه المرحلة وخاصة أن طرق الخروج من هذا الوضع الاستثنائي لم تحدد بعد.

وتنتظر سلاف الأحمد بفارغ الصبر انتهاء الأزمة الحالية لتتمكن من لقاء خطيبها الذي يقطن في ريف المدينة لافتة إلى أن فترة العزلة الحالية التي تعيشها هي محطة تفكير ووقفة مع النفس لاختبار مشاعرها والتأكد من حقيقتها أو وجود خلل فيها.

ويرى معن سلمان أنه مهما بلغت مشاعر الحب نحو أي شخص فالأسلم للجميع اليوم هو التواصل عن بعد مبيناً أن تأثير التباعد الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية يتوقف على طبيعة شخصية الطرفين وقوة المشاعر بينهما فيما عبرت حنين سلامة عن خوفها من تأثير البعد الاجتماعي على العلاقة العاطفية والملل الذي يمكن أن يصيبها.

وتقول رهف عباس إنه بالرغم من أن المسافات الاجتماعية المفروضة اليوم على الجميع تأتي بالأساس بسبب الخوف من الإصابة بفيروس كورونا إلا أن ذلك الخوف قد يكون له أثر إيجابي على العلاقات العاطفية لأنه يوطد أواصر العلاقة الإنسانية بشكل أقوى.

رشا رسلان ورشا المحرز

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …