الشريط الإخباري

ماذا يريد ترامب؟

ماذا يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟ وماذا في يديه من أوراق قوة أو ضغط ليحقق ما يريد وفق ما يطرحه من رؤى وأهداف جراء القضاء على وباء كورونا، أو على الأقل للحد من انتشاره، ليس على مستوى العالم، بل قبل ذلك على المستوى الأميركي؟

لا يجوز أبداً ونحن نشهد هذا الصراع الآخذ في التفاقم والحدة وحصد الأرواح أن نستسلم إلى أحد أمرين: إما التهوين من خطر فيروس كورونا، أو التهويل حيال هذا الخطر، ولو أردنا أن نضع إعلانات ومواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحت المجهر بالنسبة لفيروس كورونا، لما استطعنا أبداً أن نميز بين ما يريده كحالة استعراضية واستهلاكية داخلية وخارجية، وبين الإمساك بجدارة وقدرة لحلول لم يكن يريدها مع بدء تفشي المرض، والمتعلقة بحماية الروح الإنسانية، وليس اللهاث وراء مكاسب تجارية ومالية وعقارية واقتصادية.

في البدء انحاز ترامب إلى عدم الاكتراث بتفشي المرض رغم أنه بالأساس حالة إنسانية على امتداد المعمورة، بل انحاز إلى كيفية حماية الاقتصاد ومؤسساته ومراكز قوته، وكانت النتيجة أن صعّد خلافاته مع الصين حين استخدم تعبير «الفيروس الصيني»، كتعبير في غاية العنصرية، ولاسيما بعد استطاعت الصين أن توقف انتشار الفيروس وانطلقت في التعامل مع هذا الوباء بضرورة حماية الروح البشرية، وهي المسألة التي لم يرد ترامب التعامل معها في البدء، ما أدى إلى استفحال الخطر في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، وعندما اتضح فشل الإجراءات الأميركية بحماية الاقتصاد، والفشل أيضاً بحماية البشر، عاد الرئيس ترامب ليربط بين التوجهين، لكن بعد أن سبق السيف العذل.

ومن هنا نجد تزايد المعرضين لجائحة كورونا في الولايات المتحدة وتزايد الإصابات وحتى الوفيات لتصل إلى مئات الآلاف، وليتم وعن طريق حكام بعض الولايات فرض حالات طوارئ، لعل وعسى تنقذ ما تبقى من هذه الإصابات.ش

ومع هذا تنصب جهود وقدرات ترامب، وهو ما يعلنه بكل وضوح وجلاء على ضرورة امتلاك علاج لكورونا حتى لو بالاحتيال، لتظل الولايات المتحدة متحكمة بالتالي بشؤون ومقدرات الشعوب والدول، لأن ترامب وحتى هذه اللحظة لم يتخلَ عن مقولة الاقتصاد أولاً.

بقلم أحمد صوان

انظر ايضاً

الإرهاب والأكاذيب الأمريكية!-بقلم: محي الدين المحمد

يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم يستطيعون السيطرة على العالم والتحكم بقرارات الدول والتلاعب بالرأي العام