القدس المحتلة-سانا
في الوقت الذي يفترض أن يحتفل الطفل الفلسطيني بيومه الذي يصادف الخامس من نيسان من كل عام تتواصل معاناة أطفال فلسطين جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحقهم في ظل صمت المجتمع الدولي على حرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
200 طفل وقاصر فلسطيني يعانون اليوم من التعذيب النفسي والجسدي في معتقلات الاحتلال وفق بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين طالبت فيه المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” ومجلس حقوق الإنسان بالتحرك السريع والجاد للضغط على سلطات الاحتلال وإلزامها بإطلاق سراح كل الأسرى وخاصة الاطفال الذين باتت حياتهم مهددة في ظل الظروف التي يعيشونها وفقا لتحذيرات وتعليمات منظمة الصحة العالمية للوقاية من فيروس “كورونا”.
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أوضح في تصريح لمراسل سانا أن قوات الاحتلال وفي سياق سياسة ممنهجة تستهدف الطفولة الفلسطينية حاضرا ومستقبلا لافتا إلى أن الطفل الفلسطيني ليس كأقرانه من أطفال العالم ولد وتفتحت عيونه على جرائم الاحتلال بحقه وبحق عائلته وأرضه ووجوده فحمل القضية منذ الصغر ليكون بطلا يدافع عن الأرض ويقاوم الاحتلال كالكبار.
وبين فروانة أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 2000 أكثر من 17000 قاصر تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاما وعشرات الأطفال ممن لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات تعرضوا جميعهم للتعذيب مبينا أنه تم اعتقال معظم القاصرين في مدينة القدس المحتلة كجزء من ممارسات الاحتلال لتنفيذ مخططاته لتهويد المدينة.
رئيس شبكة المنظمات الأهلية محسن أبو رمضان أفاد بأن الطفولة الفلسطينية تعيش واقعا صعبا في ظل تصاعد جرائم الاحتلال بحقها لافتا إلى أن يوم الطفل الفلسطيني مناسبة لتذكير العالم بمعاناتهم في ظل الاحتلال الذي ينتهك بشكل صارخ حقوقهم من خلال استهدافهم المتعمد بنيرانه وهدم بيوتهم وحرمانهم من التعليم بهدم المدارس أو اقتحامها واستهداف الطلبة فيها.
وأشار أبو رمضان إلى أن للحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على القطاع تداعيات كارثية على حياة الأطفال مبينا أن أكثر من 80 بالمئة من أطفال القطاع يعانون من أمراض سوء التغذية جراء انعدام الأمن الغذائي كما يعانون من صدمات نفسية جراء اعتداءات قوات الاحتلال المتواصلة على القطاع برا وبحرا وجوا ما انعكس سلبا على تحصيلهم العلمي وحتى على نموهم الجسدي.
من جانبه قال الباحث الحقوقي حسين حماد إن عدد الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال عمدا وبدم بارد خلال مشاركتهم في مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقها بالقطاع في الثلاثين من آذار 2018 بلغ 48 طفلا إضافة إلى إصابة 4974 آخرين العشرات منهم يعانون إعاقات دائمة.
ولفت حماد إلى أن المراكز الحقوقية الفلسطينية توثق الجرائم الإسرائيلية بحق الطفولة وتعمل على نقلها إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مسؤولي الاحتلال مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية الطفولة الفلسطينية .
محمد أبو شباب