بريطانيا تتخبط في مواجهة كورونا… والإعلام البريطاني يصف الرد الحكومي على الجائحة العالمية بـ “الكارثي”

دمشق-سانا

تخبط الحكومة البريطانية في مواجهة فيروس كورونا المستجد وصل إلى نقطة حرجة مع ارتفاع عدد الإصابات في البلاد إلى رقم قياسي بلغ 38168 حالة والوفيات 3605 حالات فضلا عن تزايد الانتقادات لطريقة التعامل الحكومي مع هذه الجائحة وسط تقصير السلطات الصحية في إجراء الفحوصات اللازمة الأمر الذي وصفته معظم وسائل الإعلام البريطانية بأنه “أمر كارثي وفشل ذريع”.

حالة الفشل في إجراء عدد مقبول من اختبارات فيروس كورونا حتى لطواقم هيئة الصحة العامة وافتقار هذه الطواقم للمعدات والألبسة الواقية الضرورية آثار موجة انتقادات واسعة انعكست بشكل واضح في الأيام القليلة الماضية عبر وسائل الإعلام المختلفة داخل بريطانيا التي وصفت الوضع بأنه “كارثي” و”سخيف” ولا سيما بعد أن أظهرت الأرقام الرسمية أن ألفي عامل فقط في مجال الصحة تمكنوا من إجراء الفحص الخاص بالكشف عن الفيروس رغم أنهم في خط المواجهة الأول مع الوباء.

صحيفة الغادريان كانت من أبرز الصحف التي انتقدت ردود الحكومة البريطانية ورأت في مقال لها أن الفشل في التحرك بسرعة وبشكل فعال لمواجهة الفيروس دليل على فشل كامل في النظام الإداري وقالت “على الرغم من مضي أشهر على انتشار كورونا في الصين ووصوله إلى أوروبا ما زال الأطباء وعمال الصحة البريطانيون الذين يقفون في خط المواجهة الأولي ضد الفيروس دون معدات وقاية”.

الغارديان أوضحت في مقال آخر أن الأطباء البريطانيين يحاولون صنع ألبسة واقية باستخدام أدوات بدائية في محاولة لحماية أنفسهم ومنع انتشار الفيروس داخل المشافي مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية ترسل أطباءها وممرضيها لمواجهة فيروس خطير مثل كورونا دون أي معدات أو تجهيزات.

صحيفه “ذا ميرور” البريطانية نشرت من جانبها صورا لاثنين من العاملين في القطاع الصحي احدهما طبيب متقاعد قضيا جراء الإصابة بالفيروس كما عرضت صورة لمركز مخصص لاختبار كورونا في منطقة “شيسنغتون” لكنه فارغ دون معدات ولا خبراء لتعكس حقيقة فشل الحكومة البريطانية في إجراء اختبارات ضرورية للحد من تفشي الفيروس.

الصحيفة ذاتها وصفت في مقال آخر الوضع بـ “السخيف” وعنونت صفحتها الأولى بالتحذير المثير للتشاؤم حول حرمان المصابين المتوقعة وفاتهم بسبب الإصابة بكورونا من أجهزة التنفس مشيرة إلى حجم المأساة الأخلاقية التي سيتوجب على الأطباء مواجهتها عند اختيارهم المرضى المرشحين أكثر للنجاة من المرض.

صحيفة “ديلي ميل” بدورها ركزت على الإحصائيات التي جعلت وزراء الحكومة البريطانية يشعرون بالحرج والارتباك لكونهم عاجزين عن الإجابة على السؤال الملح حول السبب وراء قلة عدد الاختبارات التي تجريها بريطانيا وخضوع الفي عامل فقط في هيئة الصحة الحكومية للاختبار من الفيروس.

أما صحيفة ديلي تلغراف فتساءلت عن كارثة الاختبارات الخاصة بكورونا وعنونت أحد مقالاتها الرئيسية بعنوان “أسئلة بلا أجوبة” وقالت فيه إن الحكومة البريطانية غير قادرة على تحديد السبب وراء فشل استراتيجيتها المتعلقة باختبارات كورونا.

السلطات البريطانية ووسط موجة الانتقادات هذه تعهدت قبل أيام بزيادة عدد الفحوص الخاصة بكورونا لكنها ما زالت مصرة على المضي بخطة “مناعة القطيع” التي تركز على حماية الأفراد المعرضين لخطر العدوى بشكل أساسي وتكوين “مناعة جماعية” بين السكان في حال تفشي الفيروس ببطء ومواجهته بشكل “غير متشدد” على غرار ما تفعله دول العالم.

خطة “مناعة القطيع” التي أثارت انتقادات البريطانيين ينظر إليها عادة على أنها استراتيجية وقائية فقط وليست مواجهة جذرية لفيروس بخطورة كورونا وهذا أحد الأسباب الرئيسية لتزايد أعداد الإصابات والوفيات على نحو كبير في بريطانيا.

باسمه كنون

انظر ايضاً

بريطانيا دخلت ركوداً اقتصادياً أواخر العام 2023

لندن-سانا أظهرت بيانات نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية أن بريطانيا دخلت ركوداً اقتصادياً في النصف الثاني …