الشريط الإخباري

الحجر المنزلي… وقت غير ضائع على السوريين

دمشق-سانا

مسافة فرضتها طرق وأساليب الوقاية من فيروس كورونا المستجد قربها الحجر المنزلي بين أفراد الأسرة السورية التي حولت ساعات الحجر الطويلة إلى أوقات من الألفة والمرح بصور مختلفة كانت قد بددتها الحياة بمشاغلها وتطوراتها.

“خليك بالبيت” الجملة التي استجاب لها السوريون كانت سبباَ رئيساَ في استعادة جلسات عائلية كما أخذ الأطفال قسطاً من اللعب والمرح مع آبائهم في المنزل حسب سمر عباس (مديرة مدرسة) مؤكدة أهمية الاستفادة من هذه الأوقات في إنجاز المهام المنزلية ولا سيما للأمهات العاملات اللواتي كن يشتكين من عدم القدرة على التنسيق بين الوظيفة والواجبات المنزلية.

هديل الحسين تشارك عباس الرأي بقولها إن وراء كل نقمة نعمة فحالة الحجر المنزلي بقدر ما هي عزل عن احتمالات الخطر والمرض بقدر ما هي فرصة لتمتين أواصر الألفة وصنع البهجة والاستمتاع بأوقات سعيدة بين أفراد الأسرة الواحدة.

تنوعت أفكار استثمار الوقت خلف جدران منازل السوريين التي باتت مكاناً للمرح والفائدة وفق ما تحدث عنه المهندس حسان الأطرش قائلاً اكتشفت خلال فترة الحجر المنزلي أن والداي سعداء بهذه الحالة التي أجبرتنا على البقاء في المنزل حيث صار يتسنى لهم الاستمتاع بقضاء وقت كبير مع أبنائهم بعيداً عن مشاغل الحياة ومسؤولياتها مشيراً إلى أنه يقضي مع عائلته جلسات مسائية مليئة بالفائدة والتسلية حيث يتنافسون كل ليلة في تذكر الأمثال والأغاني القديمة ويتبادلون ذكريات الطفولة ليكسروا بضحكاتهم رتابة الأيام وتمر بسلام وأمان.

بعيداً عن العمل والإرهاق يوفر الحجر المنزلي وقتاً لتنمية المواهب وممارسة أنشطة لتحفيز العقل وتعلم مهارات جديدة حيث يبين الشاب باسل شجاع أنه استطاع خلال هذه المدة التي قضاها في المنزل العودة للموسيقا والعزف بعد أن أهمل موهبته بسبب الدراسة لافتاً إلى إمكانية الاستفادة من الوقت المتوفر بمتابعة وتنمية الموهبة عن طريق الاستعانة بالإنترنت.

وعن حالة الحجر المنزلي وإيجابياته الاجتماعية والنفسية أكدت اختصاصية علم النفس سناء منشأ أهمية تعزيز الصحة النفسية في مكافحة أي مرض وتقوية الجهاز المناعي موضحة أنه في البداية كان واقعاً غريباً فرض بعض المخاوف وردود الفعل المختلفة ولا سيما على الأطفال والشباب لكنه سرعان ما تحول إلى حالة إيجابية لاستثمار الجو العائلي في تحقيق التكيف وخلق حالة تشاركية في إنجاز الواجبات المنزلية وتوفير جو من المرح والتسلية يساعد على تخطي هذه الفترة وترك الكثير من الذكريات الجميلة.

وأشارت الاختصاصية إلى ضرورة الالتزام بالعادات الصحية المطلوبة للتصدي لفيروس كورونا وكسر الروتين اليومي بتحديد ساعات العمل وتخصيص وقت للاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي لافتة إلى أهمية التحدث عن المشاعر والمخاوف مع الآخرين فالحجر حسب رأيها لا يعني الانعزال لأننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لأصدقائنا واحبائنا وهو ما يمكن أن يكون متاحاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ونصحت منشأ بتجنب قضاء أوقات طويلة في تقفي أخبار الفيروس والابتعاد عن الشائعات باختيار مصادر موثوقة للحصول على المعلومات مؤكدة أن السوريين الذين هزموا الحرب والإرهاب قادرون على هزيمة هذا الفيروس بوعيهم ومحبتهم للحياة.

مها الأطرش

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

جانب من استعدادات مشافي دمشق لتطبيق خطة توسيع أقسام العزل للتصدي لفيروس كورونا

تصوير: سماهر سلوم