الشريط الإخباري

بعد الانتشار الواسع والكثيف.. كورونا يهدد بتفكيك الاتحاد الأوروبي

دمشق-سانا

بعد الانتشار الواسع والكثيف لفيروس كورونا الجديد في مختلف دول القارة الأوروبية تسود تكهنات بأن الاتحاد الأوروبي سيكون على موعد من أزمة تهدد بقاءه ولا سيما بعد أن كشف هذا الفيروس وهم الأهداف التي أنشئ لأجلها هذا الاتحاد.

داليبور روهاك الباحث المقيم في معهد أمريكان انتربرايز انستتيوت للدراسات حذر من أن الاتحاد الأوروبي يواجه خطر الدمار والتفكك بفعل انتشار فيروس كورونا الذي أدى حتى الآن إلى وفاة آلاف الأوروبيين وإصابة عشرات الآلاف.

روهاك اعتبر في سياق مقال نشرته النسخة الأوروبية من مجلة بوليتيك أن القادة الأوروبيين سيكونون حمقى إذا اعتقدوا أن الجائحة الحالية مختلفة لأنها أزمة صحة عامة وليست أزمة سياسية أو مالية مبينا أن الجائحة الحالية خلقت صدمة اقتصادية واسعة النطاق قد تتجاوز بسهولة الأزمة المالية لعام 2008 وذلك بخلاف الخسائر في الأرواح والصحة العامة.

روهاك أكد أن استجابة الاتحاد الأوروبي للتعامل مع كورونا كانت ضعيفة بطريقة مثيرة للشفقة في الوقت الذي ستتدهور فيه الأعمال المربحة إلا إذا كان هناك التزام واضح من السلطات العامة لإرساء استقرار الاقتصاد لافتا إلى أن كريستين لاغارد رئيس البنك المركزي الأوروبي تسيء قراءة سياسة اللحظة الراهنة حيث أن تصريحها الأسبوع الماضي ينم عن عدم المسؤولية حين أعلنت أنه لا توجد إشارات مادية على وجود متاعب في أسواق المال أو نقص في السيولة وأن أي رد سياسي على التطورات ينبغي أن يكون ماليا في المقام الأول ثم قوميا.

روهاك أشار إلى أن التكلفة البشرية الحقيقية للجائحة المصحوبة بالقلق الشعبي وإحساس بأن المؤسسات الأوروبية لا تساعد قد تزيد من الرغبة في الخروج من الاتحاد لافتا إلى أن أهم الدروس التي يمكن تعلمها من الكساد الكبير هو أنه عندما تفشل القيادة الدولية يحل محلها السلوك التخريبي غير التعاوني للحكومات الوطنية.

مركز كلوب فالداي الروسي كشف من جانبه أنه في خضم الإجراءات التي تتخذها مختلف الدول الأوروبية والتي من أبرزها إغلاق حدودها بشكل تام وحتى بين بعضها البعض للحد من انتشار فيروس كورونا تتجلى نماذج الأنانية الوطنية.

المركز أشار إلى أن التدابير الضخمة المتخذة لمقاومة فيروس كورونا تكشف أنه من الضروري الاعتراف بأن النظام الليبرالي العالمي تفكك بالكامل لافتا إلى أنه لطالما أثارت مسألة انهيار النظام الليبرالي العالمي حيرة الغرب في المنتديات العالمية التي يهيمن عليها مبينا أن الولايات المتحدة انتهكت مرارا وتكرارا هذا النظام لتكشف بذلك عجزها عن إدارته فيما نجحت روسيا والصين بالتحول إلى قوى عالمية مهمة.

كما أشار أيضا إلى أنه في الوقت الراهن تشهد أوروبا ظروفا صادمة أجبرتها على إغلاق جميع حدودها وذلك دليل على الأنانية الوطنية حيث يعزى السبب الرئيس لهذا النهج السياسي غير الناجع إلى الفجوة بين العمل السياسي وعدم القدرة على تقدير العواقب.

المركز بين أن سلوك الدول الأوروبية الأناني في ظل الظروف الطارئة التي تستوجب على كل دولة ضمان أمن مواطنيها لن يؤدي إلى التدمير الفوري للسبب الرئيس لإنشاء الاتحاد الأوروبي ألا وهو السوق الأوروبية المشتركة لكن التاريخ أثبت مرارا وتكرارا أن الاعتبارات السياسية هي التي تهيمن على المكاسب الاقتصادية على أرض الواقع.

الخبير الاستراتيجي إيغور بشينتشنيكوف وهو باحث في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية أكد بدوره أن تفشي وباء فيروس كورونا أجبر أعضاء الاتحاد الأوروبي على خلع أقنعتهم وإظهار حقيقتهم للعالم أجمع وبذلك أثبتوا أنه لا يوجد ما يسمى التضامن الأوروبي وأن كل عضو مسؤول عن نفسه فقط.

الخبير الروسي حذر من أن هناك بعض المخاطر ستؤثر بشدة في الاتحاد الأوروبي الأمر الذي لن يعيده إلى شكله السابق مجددا أو يؤدي إلى تفككه للأبد.

وتشير آخر الاحصائيات إلى إصابة نحو 190 ألف شخص في مختلف الدول الأوروبية بفيروس كورونا فيما توفي نحو 10 آلاف وهو ما أثار قلقا كبيرا على المستوى الأوروبي والعالمي.

تهامة السعيدي

انظر ايضاً

علماء يكتشفون نقطة ضعف لفيروس كورونا

واشنطن-سانا كشفت دراسة جديدة عن الوصول إلى نقطة ضعف لفيروس كورونا، وهي اعتماده على البروتينات …