المرأة الفلسطينية.. صمود ونضال بمواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي

القدس المحتلة-سانا

بصمود وثبات تواجه المرأة الفلسطينية جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه… هي الشهيدة والجريحة والأسيرة رمز البطولة في وجه الحصار والعدوان والتهويد في وقت يلتزم فيه المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية الصمت عن جرائم الاحتلال بحقها وبحق الفلسطينيين جميعا.

منظمات حقوقية فلسطينية وثقت في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة مواصلة الاحتلال انتهاك القوانين الدولية في ممارساته العدوانية بحق المرأة الفلسطينية موضحة أنه خلال العام الماضي استشهدت 9 فلسطينيات و28 طفلا وطفلة برصاص قوات الاحتلال في حين أصيبت 732 امرأة و227 طفلة ومنذ الثلاثين من آذار عام 2018 أصيبت أكثر من ألفي امرأة و600 طفلة خلال مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة جراء استهدافهن المباشر من قبل قوات الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز السام.

وبينت التقارير أن قوات الاحتلال الاسرائيلي كثفت حملات الاعتقال بحق النساء والأطفال الفلسطينيين حيث تقوم باعتقالهن من بيوتهن أو أماكن عملهن أو من على مقاعد الدراسة أو من المساجد والكنائس مشيرة إلى أن 44 سيدة وطفلة فلسطينية يقبعن في معتقلات الاحتلال في ظل ظروف قاسية حيث يتعرضن لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي والحرمان ومنع الزيارات العائلية إضافة إلى الإهمال الطبي.

رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة قال في تصريح لمراسل سانا إن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ العام 1967 أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية بينما اعتقل خلال العام الماضي 128 فلسطينية و29 منذ مطلع العام الجاري.

وأوضح فروانة أنه من بين المعتقلات 8 جريحات أصبن أثناء الاعتقال وترفض سلطات الاحتلال توفير العلاج لهن على الرغم من وضعهن الصحي حيث يتعرضن للتعذيب والعزل وتمنع عنهن الزيارات العائلية ومن بينهن الأسيرة إسراء الجعابيص البالغة من العمر35 عاما التي اعتقلتها قوات الاحتلال في تشرين الأول عام 2015 وتعاني ظروفا صحية صعبة بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار على سيارتها أثناء اعتقالها ما أدى إلى انفجار اسطوانة غاز كانت بداخلها وعلى إثرها أصيبت بحروق وتشوهات خطرة ويستمر الاحتلال بمنعها من الحصول على المتطلبات العلاجية اللازمة لحالتها المزمنة والخطرة.

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة بينت أن المرأة الفلسطينية تشارك جنباً إلى جنب مع الرجل في معركة التحرر من الاحتلال وتقرير المصير وقدمت آلاف الشهيدات والجريحات والأسيرات وكانت مثالاً في الصمود والثبات في وجه الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني.

وشددت أبو دقة على أن جرائم الاحتلال وممارساته العنصرية مثل القتل والاعتقال والتهجير وهدم المنازل وتشتيت العائلات هي انتهاك واضح للقانون الدولي مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للنساء الفلسطينيات ووضع حد لجرائم الاحتلال ومحاسبة المسؤولين عنها.

أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أكد أن المرأة الفلسطينية كانت دوما في طليعة النضال ضد الاحتلال لافتا إلى أن يوم المرأة العالمي يمر وحقوق المرأة الفلسطينية مسلوبة جراء ممارسات الاحتلال العدوانية من خلال استهدافها بشكل مباشر بالقتل أو الاعتقال ومصادرة حقوقها وحريتها الأساسية وفي مقدمتها حق تقرير المصير.

ونوه البرغوثي بصمود ومقاومة المرأة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر وفي مدينة القدس المحتلة حيث تواجه المقدسيات التهجير والتطهير العرقي بشكل يومي وبثبات كما تقدم الأسيرات داخل المعتقلات التضحيات الجسام على درب الحرية والخلاص من الاحتلال.

من جانبه بين الباحث الحقوقي حسين حماد أن واقع المرأة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة صعب للغاية في ظل الحصار والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ومنع أمهات أسرى القطاع من زيارة أبنائهن في معتقلات الاحتلال فضلا عن انعدام الأمن الغذائي وارتفاع نسب البطالة في صفوف النساء إلى90 بالمئة ما فاقم معاناة الأسرة الفلسطينية في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.

وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت في بيان لها على حق الفلسطينيات في العيش بأمان كغيرهن من نساء العالم والتمتع بالحقوق التي كفلتها القوانين الدولية وفي مقدمتها حق تقرير المصير والعودة وتوفير الحماية لهن من انتهاكات الاحتلال مطالبة المجتمع الدولي بمساءلة الاحتلال عن انتهاكاته للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني ومحاسبة المسؤءولين عنها ومنعه من ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الفلسطينيات.

بدوره أكد الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في بيان له أن المرأة الفلسطينية متمسكة ومستمرة بدورها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من أجل إسقاط ما تسمى صفقة القرن وكل المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية داعيا المجتمع الدولي إلى وقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.