السويداء-سانا
تضم بلدة عتيل الواقعة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات إلى الشمال من مدينة السويداء معبدين أثريين يعكسان بمخططهما العمراني والأشكال النباتية والهندسية التي تزينهما جمال مكونات الحضارة المعمارية في جنوب سورية.
ويشير رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان لسانا سياحة ومجتمع إلى أن بلدة عتيل تضم العديد من المعالم الأثرية ومن أبرزها المعبد الجنوبي الذي تم بناؤه خلال العصر الروماني منتصف القرن الثاني الميلادي بين عامي 86 و161 ميلادي ويعتقد أنه لعبادة إله الطقس وما زالت أعمدة بواباته ماثلة وخلف البوابات كان الحرم المبلط الذي ما زالت أجزاء واضحة منه أمام المصلى لافتاً إلى أن المصلى يقوم فوق مصطبة عالية بحالة جيدة ويتقدمه رواق جانبه الجنوبي المزخرف بأشكال نباتية وهندسية بديعة ويحوي المصلى محرابين لوضع التماثيل وتحتهما محرابان آخران مستطيلا الشكل.
ويلفت كيوان إلى أن باحة المعبد تضم قطعا أثرية كثيرة ومتنوعة من بينها دوائر أعمدة ذات دعائم ومنحوتات تمثل وروداً ينبثق من إحداها رأس غزال بديع الجمال وعلى جدران البيت الشمالي المفضي إلى الباحة العامة تمت إعادة استخدام قطع من إفريز مزخرف بخطوط متعرجة وزخارف على شكل صدفة كانت تزين المحاريب الصغيرة وتشير إلى غنى المبنى الأثري الذي يبلغ عرضه 12م في واجهته الجنوبية المحفوظة أفضل من سواها وزاويته الجنوبية الشرقية لا تزال قائمة بكامل ارتفاعها مع تاج عمود نصفي مربع.
أما المعبد الشمالي فواجهته الجنوبية حسب كيوان على حالها الأولى مع أعمدة مزركشة بنقوش ذات خطوط تؤلف عضادتي بابها مشيراً إلى أن المعبد بني أيضاً منتصف القرن الثاني الميلادي أي زمن حكم الامبراطور كاراكالا تكريماً للإله النبطي تياندريوس على نمط المعبد الجنوبي واستخدم مسكناً لفترة طويلة وتحول في وقت ما إلى كنيسة وبقيت بضع كلمات من وثيقته التأسيسية على الطرف الأيمن لرواق المدخل تفيد بأنه كان معبداً لرب الطقس ولم يبق سوى أجزاء من رواق مدخله والمصلى مع القوس الذي يقوم فوق مصطبة أو طابق أرضي.
وبين هذين المعبدين تتوضع المساكن على طرفي شارع يمتد من الشمال إلى الجنوب تقطعه شوارع فرعية وتم العثور على العديد من الكتابات اليونانية التي تمثل إهداءات ونذوراً مقدمة من شخصيات مختلفة إلى معابد الآلهة المبنية في بلدة عتيل حيث عثر على كتابة يونانية منقوشة على قاعدة تمثال مكونة من سبعة أسطر في المعبد الجنوبي وفي المعبد الشمالي عثر على كتابة يونانية مكونة من ستة أسطر وهي عبارة عن إهداء إلى الإله تياندريوس.
يشار إلى أن عتيل ذكرت في الكتابات اليونانية باسم آتيلا ويعود تاريخها إلى العهد النبطي في القرن الأول قبل الميلاد وتضم العديد من المعالم الأثرية من بينها معابد دينية والعديد من البيوت السكنية المبنية من الحجارة البازلتية.
سهيل حاطوم