الشعارة والمسمية مواقع أثرية تحتضن حضارات تعود لآلاف السنين

درعا-سانا

تعتبر منطقة اللجاة الصخرية الوعرة في درعا من المناطق الأثرية التي مازالت تحتفظ بالعديد من الشواهد والأدلة الحضارية المميزة المعبرة عن حضارة عريقة شهدتها هذه المنطقة من جنوب سورية.

وتشكلت منطقة اللجاة من مقذوفات صخرية نتجت عن براكين كانت نشطة في العصور الغابرة وفيها موقعان أثريان مهمان هما الشعارة والمسمية تحويان العديد من المباني الأثرية والحمامات والمعابد.

رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير النصرالله أشار لنشرة سانا سياحة ومجتمع إلى أن موقع شعارة الأثري يقع إلى جوار قرية شعارة الحديثة ويتربع الموقع على تلة مرتفعة مساحتها تزيد عن ثلاثة هكتارات يحيط بها سور ظاهر للعيان في معظم أطرافه ومدخله يقع في الجهة الشمالية وهو عبارة عن طريق مرصوفة بالحجارة تؤدي إلى قوس حجري.

وبين النصرالله أن الموقع يعتقد أنه سكن لأول مرة خلال العصر الهلينيستي حوالي القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد وقد توالى الاستيطان فيه خلال العصر الروماني واستمر خلال العصور البيزنطية والأيوبية والمملوكية.

وأضاف إن العصر الروماني شهد قيام منشآت مهمة وتم تصنيف شعارة حسب موقعها على أطراف منطقة اللجاة كحامية عسكرية وارتبطت شعارة بشبكة طرق شيدت في العصر الروماني مع مدن هامة مثل المسمية “فانيا قديماً” وحتى بصرى من خلال الطريق القادم من دمشق.

وأوضح رئيس دائرة آثار درعا أن من أهم المنشآت التي بنيت في شعارة خلال العصر الروماني المعبد المخصص للآله مترا الذي يقع وسط القرية وأيضاً الحمامات التي بنيت في طرف المدينة الشمالي ذات التصميم الشائع في الكثير من المدن التي تعود لهذا العصر بأقسامها الثلاثة الحار والدافئ والبارد إضافة إلى القاعة الرئيسية مبيناً أن التنقيبات الأثرية في العصر البيزنطي كشفت عن وجود توسع عمراني في القرية من خلال الأبنية العديدة المنتشرة في مختلف أرجائها وبعضها أقيم على أنقاض مبان من العصر الروماني.

وأضاف إن من أهم الشواهد الأثرية على هذا العصر مبنى الجامع الحالي حيث يظن بأنه كان كنيسة في العصر البيزنطي خلال القرن الخامس أو السادس الميلادي وخلال العهود الإسلامية “الأيوبية والمملوكية” توسعت المدينة بشكل واسع وكثرت فيها الأبنية بشكل كبير وهناك الكثير من البيوت النموذجية التي تدل على الاستيطان خلال هذه الفترة.

وفيما يتعلق بالمسمية أو “فانيا قديماً” بين النصرالله أن المسمية كانت مقراً للحامية الرومانية وتزخر بالمباني الأثرية من مساكن وقصور ومدافن وقلاع وآبار وينابيع إضافة إلى الطريق الروماني الذي يربطها جنوباً مع بصرى وشرقاً إلى قنوات موضحاً أن التنقيبات كشفت العديد من المدافن الرومانية والبيزنطية واللقى الأثرية المهمة ومنها تمثال بازلتي منحوت بشكل غير دقيق ويمثل الآله ذا الشرى هو تمثال لشخص كامل أصغر من الحجم الطبيعي إضافة إلى لوحة جنائزية من الحجر البازلتي تحمل صورة لرجل وامرأة بشكل نصفي.

وأضاف إنه تم العثور على مدفنين يعودان إلى بداية العصر الروماني فيهما مجموعة من اللقى الأثرية المتنوعة “أقراط وقطعة نقدية وكسر” من البرونز والفخار مختلف الأشكال والزجاج وخرز متعدد الأحجام والأشكال.

وتقع الشعارة والمسمية إلى الشمال الشرقي من مدينة درعا وتبعدان عنها نحو 75 كم وعن مدينة دمشق نحو 35 كم.

قاسم المقداد