الشريط الإخباري

أقدم محل خياطة في مدينة الحسكة.. شاهد على تطور المدينة وأنماط معيشة أهلها

الحسكة-سانا

داخل محل صغير بديكورات قديمة تعتمد على الأقواس الإسمنتية المنحنية كسقف وعلى الطين والحجارة كجدران يقف الخياط اصطيفان موسى كورية خلف آلة الخياطة بابتسامة هادئة لا تفارق وجهه، فأهالي المنطقة يعرفونه لأنه امتداد أسرة قضت 80 عاماً في هذا المحل الذي يقع شمال سوق الصاغة في مدينة الحسكة.

ويقول كورية لـ سانا سياحة ومجتمع إن محلهم كان أول من اختص بمهنة الخياطة في الحسكة ورغم مرور السنين لا يزال محافظاً على هيكلية بنائه القديم حرصاً من أصحابه على الحفاظ على هويته العمرانية ليبقى شاهداً على تطور حياة المدينة وأنماط معيشة أهلها.

أسس المحل كما يبين كورية والده في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي عندما كان سوق الحسكة لا يتعدى بضعة محلات متفرقة وبعد وفاة والده عام 1966 عمل في المحل مع أخيه استكمالاً لما علمهم إياه والدهم واستمراراً للصنعة التي عرفوا من خلالها في السوق إلا وهي خياطة الثياب الرجالية والنسائية.

ويتحدث الخياط كورية عن ذكريات المحل عندما كان الطابع اليدوي الغالب على المهنة قائلاً “كنا نعمل على ضوء الشمع والفانوس وكانت آلات الخياطة يدوية أو تدار عن طريق دعسة القدم ونكوي القماش بمكاوي الفحم فيما التطريز واللقط باليد الذي كنا نسميه “اليرموش” كان مرهقاً ومتعباً ويأخذ الكثير من الوقت والجهد”.

ويشير الخياط كورية إلى أنه مع تطور هذه المهنة وانتشار آلات الخياطة الحديثة تم إدخال أنماط جديدة من اللباس تواكب الحداثة وتلائم أذواق الزبائن مشيراً إلى أن أسواق الحسكة ترتبط بالمواسم الزراعية وبالتالي فإن العمل يزدهر في حال كان الموسم وفيراً.

نزار حسن