رئيس الحكومة الليبية المؤقتة: التدخل الخارجي كان له دور كبير بتأزم أوضاع البلاد

طرابلس-سانا

أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني أن التدخل الخارجي كان له دور كبير في تأزم الأوضاع في ليبيا مشيرا إلى عدم إمكانية تقاسم السلطة مع المجموعات القاتلة التي لا تريد الخير للبلاد.

وقال الثني في مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية “لا يمكن التحاور مع من لا يريد استقرار البلاد” مشيرا إلى أن الصراع الآن يكمن في أن مجموعة الإخوان والتيار المتطرف يريدان فرض هيمنتهم على الشعب الليبي من أجل السلطة فقط.

وأضاف إن حكومة عمر الحاسي المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته لا تحظى بالشرعية ولا الاعتراف الدولي.

وتابع “أنه لا حوار مع مسلحي طرابلس إلا إذا اعترفوا بالشرعية وسنحسم الأمر مع ميليشيات ما يسمى فجر ليبيا بقوة السلاح لإخراجهم منها”.

وبشأن الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة في البلاد اعتبر الثني أنه ليست هناك جدوى من جهود برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مشيرا إلى أن الليبيين لا يعملون إلا بالشروط والضوابط التي تقرها الشرعية.

وأكد الثني أن المبعوث الدولي ساوى بين الضحية والجلاد وأنه لا جدوى من جهود ليون في هذه الظروف مبينا أن عملية تحرير العاصمة طرابلس ستتم تحت قيادة أركان الجيش وهناك تنسيق كامل بين الجيش والحكومة في العمليات.

وعن تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على مدينة درنة قال الثني “إن هذا التنظيم قديم وموجود منذ التسعينيات وجبهة درنة لم تفتح بعد” مشيرا إلى أن فتح جبهة للقتال في درنة ممكن لكن يصعب تحديد موعد لإنهاء المهمة.

وأوضح الثني أن الجيش الليبي يحتاج دعما من أجل الدخول في معارك ضد الإرهاب لكن لجنة العقوبات الدولية تعرقل ذلك قائلا “طلبنا دعما عسكريا منذ سبعة أشهر ولم يتم الرد علينا وفي حال تم توفير الدعم سيتمكن الجيش الليبي من القيام بواجبه على أكمل وجه”.

كما أشار الثني إلى أن الجيش الليبي سينتهي من تحرير مدينة بنغازي شرق البلاد بالكامل في غضون أسابيع.

وعن تعيين اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة قائدا للجيش قال “حتى الآن لم يتم وإن تم فهو مرحب به ليكون في المنظومة العسكرية للدولة الليبية ويقوم بدوره في بناء الجيش”.

من جهة أخرى بحث ليون مساء أمس في مدينة طبرق مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قويدر الجولة الثانية من الحوار بين الأطراف الليبية المسمى غدامس2 والمرتقب الأسبوع القادم.

وتأتي زيارة ليون إلى البرلمان بعد لقائه أمس الأول في طرابلس رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته نوري أبوسهمين حيث بحثا بعض القضايا التي ستطرح على طاولة النقاش خلال الحوار القادم ومن بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية والإجراءات اللازمة لضمان الاستقرار في ليبيا ووقف إطلاق النار والسيطرة على الأسلحة وخروج المسلحين من المدن والمطارات وتطبيع الحياة المدنية.

وأكدت البعثة الأممية في ليبيا أمس أنها دعت إلى الجولة الجديدة من المحادثات بهدف القضاء على العنف في ليبيا والتوصل إلى حل سلمي للأزمة السياسية الراهنة وتجنيب الشعب الليبي ويلات الصراعات.

وكانت الأمم المتحدة قد نظمت في 29 أيلول الماضي في غدامس جولة أولى من المفاوضات بمشاركة نواب في البرلمان لكن توصياتهم لم تجد طريقها للتنفيذ.

من جهة ثانية حذر محمد عبد الله المعلول سفير ليبيا في تونس من خطر تنظيم داعش الإرهابي على ليبيا ودول الجوار داعيا في تصريحات نقلتها مصادر اعلامية محلية إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدحر المتطرفين والإرهابيين الذين يسعون إلى تخريب بلاده وجرها إلى حرب أهلية مدمرة.

وقال المعلول إن تنظيم داعش في ليبيا موجود في منطقة الشرق وخصوصا مدينة درنة وخطره كبير ولا يقتصر تهديده على الأراضي الليبية وإنما يشمل أيضا دول الجوار وكذلك الضفة الجنوبية للمتوسط.

وأضاف “إن الحكومة الليبية الشرعية المنبثقة عن البرلمان المنتخب مصممة على حسم معركة الإرهاب ودحر الميليشيات المسلحة والقضاء على أمراء الحرب” لافتا إلى أن الجماعات المتطرفة لا تقبل الحوار وهي أصلا تكفر الحكومة الشرعية.

وتشهد ليبيا حالة من الفوضى والتدهور الأمني وسيطرة الميليشيات والتنظيمات الإرهابية على مناطق واسعة منذ عدوان حلف شمال الأطلسي الناتو عليها عام 2011 وأدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وخسائر اقتصادية باهظة.

انظر ايضاً

رئيس الحكومة الليبية المؤقتة يقدم استقالته والمتحدث باسمه ينفي

طرابلس-سانا أعلن رئيس الحكومة الليبية المعترف بها من قبل الأسرة الدولية عبد الله الثني استقالته …