صيدنايا.. تاريخ يحكي أعرق الحواضر المسيحية في المشرق العربي

دمشق-سانا

صيدنايا أحد أعرق الحواضر المسيحية في المشرق العربي جعل منها جمال طبيعتها وغناها بالمقدسات مقصد العديد من الزائرين من جميع أنحاء العالم وغدت أحد أهم المراكز السياحة الدينية لما تضمه من اديرة وكنائس.

أهمية صيدنايا ومحيطها والقيمة الكبيرة التي حظيت بها عند كل الشعوب من قبل انتشار المسيحية وحتى الآن تحدث عنها الدكتور محمود حمود مدير عام الآثار والمتاحف لـ سانا مبينا أنها تقع شمال شرق دمشق وتبعد عنها نحو 30 كم على ارتفاع 450ر1 متر واسمها آرامي ربما جاء من دمج كلمتي الصيد وناي وهي الغزالة أي مكان صيد الغزالة في إشارة إلى قصة الامبراطور البيزنطي جوستنيانوس وتأسيسه لدير السيدة.

غير أن الدكتور حمود يلفت إلى أن التحريات الأثرية أثبتت أن السكن في البلدة يرقى إلى نهاية العصر الحجري الحديث اذ عثر الباحثان الفرنسيان فان لير وهنري دكونتنسون على أدوات صوانية في موقع قرنة غري الكائن بمدخل البلدة من الشرق وهو ما دفع مديرية الآثار للاهتمام بالموقع واجراء بعض الأسبار في كهوفه منذ سنة 1965 عثرت فيها على نصال ومناجل ورؤوس سهام ونبال ومكاشط وغيرها من الأدوات الصوانية إضافة إلى أدوات حجرية كالمدقات البازلتية ورحى الطحن غيرها.

ويؤكد موقع الآس الواقع جنوب صيدنايا بحسب حمود ان البلدة سكنت خلال الألف الأول قبل الميلاد وفق ما أظهرته الكسر الفخارية المنتشرة على سطح الموقع وكذلك العناصر المعمارية الظاهرة فيه مشيرا إلى أن السكن في الموقع استمر خلال العصرين الروماني والبيزنطي.

ويستعرض حمود ما تحتويه صيدنايا من الآثار وأهمها الأديرة والمقدسات ففيها أحد أهم الأديرة في العالم وهو دير سيدة صيدنايا وبناه جوستنيانوس بالقرن السادس الميلادي ويقع وسط البلدة فوق صخرة مرتفعة تشرف على صيدنايا من جهة الشرق وتلتف المدينة حوله من الجهات الثلاث كما يحتوي الموقع الكثير من العناصر المعمارية تعود إلى العصر الروماني إضافة إلى دير مارتوما وبني على قمة جبل يطل على صيدنايا فوق مصطبة وتنتشر فيه منشآت منحوتة في الصخر ترقى إلى العصر الروماني.

ومن الأبنية الأثرية التي تضمها صيدنايا أيضا دير القديسين بطرس وبولس الذي يسمى باللولبة ويقع في الجهة الشرقية من البلدة ويعود بناؤه الأساسي للعصر الروماني ويرتفع عن الارض المجاورة نحو 3 درجات من جميع الجهات ودير القديس جاورجيوس ويقع في سفح الجبل جنوب القرية ووصفه بارسكي الذي زاره عام 1728 م بانه كنيسة صغيرة جدا في غاية المتانة لبنائها من الحجر المنحوت على صخر الجبل وبجانبها من جهة الجنوب دير صغير.

ويذكر حمود أن المناطق المجاورة لصيدنايا تحتوي الكثير من الأوابد مثل دير مار الياس في معرة صيدنايا وجبل مارتقلا في عين منين ويحتوي على أبنية مبنية ومنحوتة في الصخر.

شذى حمود

انظر ايضاً

رئيس جمهورية أبخازيا يزور بلدتي معلولا وصيدنايا بريف دمشق-فيديو

دمشق-سانا زار رئيس جمهورية أبخازيا أصلان بجانيا والوفد المرافق مساء اليوم بلدتي معلولا وصيدنايا بريف …