دمشق-سانا
رسم الفنان التشكيلي الراحل غازي الخالدي دمشق بياسمينها وتراثها وطفولتها وعراقتها فكان مثالا للدمشقي المبدع وسفيرا للمدينة في العالم بلوحاته المتميزة.
“الخالدي 56 عاما مسيرة فن وعطاء” عنوان الندوة التي أقامتها مديرية ثقافة دمشق وفاء لهذا الفنان الكبير ضمن فعاليات ملتقى غازي الخالدي للفن التشكيلي في المركز الثقافي بالعدوي.
الفنان التشكيلي أنور الرحبي تحدث في مداخلته عن سيرة هذا الفنان إنسانا ومبدعا لافتا إلى أنه رهن وقته بين الريشة والقلم وأصدقائه المبدعين كفؤاد الشايب ومعظم حديثه عن الفن والأدب والشعراء.
وأشار الرحبي إلى أن الخالدي كان مكسورا بعد نكسة حزيران كما ظهر في معرضه بصالة الشعب مشبها إياه بأبي صبحي التيناوي الذي لم تعد اللوحة تتسع لرسمه لافتا إلى أن الخالدي كان يعشق فن الرواية ولو لم يكن رساما لكان روائيا.
بدوره بين الفنان أديب مخزوم في مداخلته أن الخالدي فنان متعدد الاتجاهات والاهتمامات فهو ناقد تشكيلي ترك أكثر من 13 كتابا منها ثلاثة كتب عن الفنانين الراحلين سعيد تحسين وناظم الجعفري وبرهان كركوتلي وكتاب رابع بعنوان “فنانون تشكيليون سوريون” مشيرا إلى أنه طبع كتابا موسوعيا جسد
فيه تجربته مع الفن عام 2000.
كما تطرق مخزوم إلى مساهمة الخالدي في بروز تيارات الحداثة في سورية حيث تجد في لوحاته التي تعود إلى خمسين عاما مضت بذور الحداثة ولمسة عفوية ليست تقليدية ولا كلاسيكية في حين يحصر النقد الحداثة في أسماء أخرى.
وفي ختام الندوة افتتح معرض تشكيلي تحية لروح الفنان الخالدي شارك فيه 12 فنانا منهم أنور الرحبي وبسيم الريس وجمعة نزهان ورانيا الألفي ورهاب بيطار وعامر علي وعصام مأمون وغسان عكار.
الفنان مخلص الورار الذي شارك بأربع لوحات بالأسلوب الواقعي التعبيري البنائي الذي يلخص الواقع رأى أن هذا اللقاء حقق له نوعا من التواصل الفني وتبادل الخبرات والمعارف.
وعبر الفنان موفق مخول عن سروره بالمشاركة في عمل بعنوان “نساء وحب” مشيرا إلى محاولته الاقتراب من أسلوب الخالدي بالجرأة في الألوان كتحية لهذا الفنان.
كما أوضح الفنان حمود سليمان أن مشاركته بلوحتين تعبران عن الأمل بعودة الراحلين إلى دمشق لافتا إلى أنه اعتمد الالوان الصحراوية التي كان يحبها الخالدي تحية له في حين شارك الفنان عبد الرحمن مهنا بعملين كرؤية للواقع من إبداع الخيال كتحية وتكريم واعتراف بهذا الفنان باعتباره أنه يشكل ركنا مهما من أركان الحركة التشكيلية السورية.
وسيم المبيض مدير الثقافة بدمشق بين أن الملتقى جمع هؤلاء الفنانين على حب الخالدي والوفاء له حيث أغنى مسيرة الفن التشكيلي السوري مستلهما إبداعه من التراث ليطعمه بروح الحداثة مشيرا إلى أن قيام هذا الملتقى ينطلق من حرص وزارة الثقافة على تكريم مبدعيها تحت شعار ذاكرة وطن.
بلال أحمد