“شهيق زفير” عرض مسرحي على خشبة المسرح القومي بطرطوس

طرطوس-سانا

يعرض حاليا في صالة سعد الله ونوس على خشبة المسرح القومي بطرطوس مسرحية “شهيق.. زفير” من تأليف واخراج الفنان رضوان جاموس ضمن برنامج عروض يومية وتستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.

وتدور أحداث المسرحية حول قصة خمس نساء وتفاصيل حياتهن اليومية على خلفية الأزمة الدامية في بلدنا وما تسببت به من فقدان وخسران ذهب ضحيته الأبناء والأزواج في نسيج طويل يتم عبره تكريس الحب كخشبة للخلاص في زمن الموت والخراب.

وفي تصريح لـ”سانا” الثقافية أكد المخرج المسرحي جاموس أن مسرحية “شهيق.. زفير” تعتمد بالأساس على صور وتداعيات تتداخل فيها حكاية البوح مع الخيال والحقيقة وكل ذلك من خلال شخوص نسائية تستحضر ذاكرتها عما حدث معها في هذه الحرب المدمرة الشرسة التي تتعرض لها بلادنا وكيفية تسلل الإرهاب الى جسم تلك العائلات مضيفا.. إن بطلة المسرحية عاشت في الماضي قصص الحب ومن ثم تزوجت وأصبحت أما ثم فقدت زوجها وابنها في تلك الحرب لنكتشف من خلال العمل قوة الإرادة والتمسك بالحياة على الرغم من الفجيعة وكل ما يحدث من قصص مأساوية.

وقال.. إن المسرحية تمثل صرخة الحياة في وجه الموت وثقافة الحب والحياة بوجه الحقد وذلك بأسلوب تعبيري يقترب من القصص والسرد والشعر والحوار واستحضار الذكريات مشيرا إلى أنه سيتم عرض المسرحية يوميا على خشبة المسرح القومي بطرطوس حتى الخامس عشر من الشهر الجاري لافتا إلى الإقبال الجماهيري الكبير لحضور المسرحية التي تحاكي واقعنا المؤلم والذي سينتهي بالفرح يوما ما.

وأكد جاموس أهمية تكريس ثقافة الحياة وثقافة الحب في نفوس أجيالنا لكي يتصدوا للظلام والحقد والكراهية ولمواجهة الظلاميين الذين تسللوا من كهوف ما قبل التاريخ مضيفا.. نحن أبناء الشعب السوري.. نحن أبناء الحضارة.. أبناء شجرة الزيتون الأولى وأرواد ملح البحر والأبجدية والموسيقا الأولى.. نحن الحياة والفرح.. والفن هو الحياة.

وأضاف.. إنه يقوم بالتحضير لاطلاق مهرجان الشباب والهواة في السابع عشر من الشهر الحالي بمشاركة سبع فرق هاوية في اطار الحراك الثقافي الفني الذي تشهده محافظة طرطوس.

وقال الممثل علي رمضان الذي قام بدور سامر.. هذه الشخصية ترمز إلى الابن والحبيب والزوج الذين كانوا ضحايا الإرهاب والأزمة التي يعاني منها بلدنا الغالي مضيفا.. إن المسرحية تخلط بين الحياة والموت فهي خليط بين الدراما والواقع وفي نهاية المسرحية نرى الموت مع الولادة أي إن الحياة مستمرة وإرادة الشعب قوية بفضل تماسكه بالأمل رغم الألم.

وقال رمضان.. إن جاموس استطاع أن يدير العمل بحرفية عالية معتمدا على حامل درامي متعدد الأوجه بنى عليه حبكته الدرامية وتفرعاتها بديكور بسيط يميل إلى التقشف لكنه غاية في الجمال وسينوغرافيا هادئة خلقت فضاء مسرحيا مدهشا ومؤلما وممتعا بموسيقاه المعبرة والمؤثرة.

وبينت الممثلة جنان قدور أن دورها في المسرحية يتمثل بدور صفاء وهي عبارة عن حبيبة فقدت حبيبها في الحرب الشرسة التي يتعرض لها بلدنا فتصور حجم المعاناة وصعوبة الحياة دونه وبذلك أصبحت سجينة ألمها وذكرياتها وأيامها الماضية مشيرة إلى أنها عندما تقوم بدورها لا تشعر بأنها تقوم بالتمثيل لأنها تنقل الواقع بكل صدق وشفافية وتنقل الأسى والألم الذي تشعر به كل من فقدت عزيزا لها في هذه الأزمة.

بدورها أشارت الممثلة روزالي الرز إلى أن دورها سناء الملقبة بـ” أم ورد” التي فقدت ابنها نتيجة انفجار إرهابي ذهب ضحيته عشرات الضحايا الأبرياء.. فـ “أم ورد” ترمز الى كل أم شهيد فقدت ولدها فلذة كبدها لكننا نرى رغم الألم والدموع في عينيها أن النصر قريب ورفضها لثقافة الموت والقتل التي يريد البعض ترسيخها في حياتنا وتتابع.. إن شخصيات المسرحية تتقاطع مع بعضها بعضا فكل شخصية نسائية في المسرحية فقدت ابنها أو حبيبها أو زوجها ويشتركون مع بعضهن في الألم والمعاناة ومن هنا يأتي عنوان المسرحية “شهيق زفير” أي شهيق البحث عن الحياة وزفير الألم والموت والمعاناة مضيفة.. نحن كممثلين في المسرحية نحاول أن نطلع إلى ذاتنا لكي نكون أقوى مع الجمهور لإيصال الفكرة واضحة بحيث ينجسم معنا أكثر.

يذكر أن مسرحية “شهيق.. زفير” تأليف وإخراج رضوان جاموس وتمثيل علي رمضان وياسمين خدام وعمار حمود وروزالي الرز ومريم زمام وبنان قدور وشذا حسن ومفيد حمود وعزام الضابط.