دمشق-سانا
عامان بعد المئة تمضي غدا على ذكرى الجريمة التي ارتكبتها بريطانيا بتسهيلها اغتصاب أرض فلسطين فيما عرف باسم وعد بلفور المشؤوم الذي شكل نواة قيام الكيان الصهيوني الغاصب وما ترتب عليه من آثار كارثية ما زال الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بأكملها تدفع ثمنها حتى الآن.
وعد بلفور الذي قدمت الحكومة البريطانية بموجبه تعهدات لا يحق لها قانونيا أو أخلاقيا تقديمها لإقامة كيان صهيوني اغتصب الأرض الفلسطينية وشرد أصحابها الحقيقيين شكل مخالفة فاضحة لكل الأعراف والشرائع الدولية وكان بداية لتنفيذ مخططات تآمرية استعمارية أوسع تتجاوز حدود فلسطين المحتلة إلى باقي الدول العربية.
بريطانيا الاستعمارية أصدرت في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 خدمة لمصالحها ونزولا عند رغبات الصهيونية العالمية هذا الوعد عبر وزير خارجيتها آنذاك آرثر جيمس بلفور الذي وجه رسالة إلى ليونيل وولتر دي روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية بأمر من رئيس الحكومة البريطانية ديفيد لويد جورج بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات تمحورت حول مدى قدرة الصهاينة على تحقيق أهداف بريطانيا والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
تداعيات وعد بلفور المشؤوم وما نتج عنها من إقامة كيان الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 توالت في ظل الجرائم والاعتداءات والمجازر التي ارتكبها هذا الكيان الغاصب فيما تسارعت عمليات الاستيطان والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين والتضييق عليهم بدعم بريطاني وغربي.
ولا تزال القوى الاستعمارية مستمرة في دورها التآمري على القضية الفلسطينية حيث كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون وما زالوا الداعم الأكبر والراعي الأول لكيان الاحتلال ومخططاته الاستعمارية التوسعية إذ عمدت واشنطن مؤخرا إلى إعادة فصول جريمة وعد بلفور تحت مسمى آخر “صفقة القرن” التي حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على الفلسطينيين بالتواطؤ مع مشيخات وممالك الخليج بهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.
ورغم ذلك إلا أن جذوة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني لم تنطفئ منذ جريمة بلفور حتى يومنا هذا وما زال هذا الشعب يواجه الاحتلال وجرائمه عبر تمسكه بأرضه وحقوقه المشروعة ورفضه المحاولات المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية.
مرور مئة وعامين على جريمة وعد بلفور لم يكن كافيا لانتهاء أطماع تحالف القوى الاستعمارية فدورهم التآمري في المنطقة العربية ما زال مستمرا سواء بالتغطية على جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الفلسطينيين أو بمحاولات نشر الفوضى والدمار في دول أخرى مثل العراق وليبيا واليمن واستهداف الدول ذات السيادة مثل سورية عبر دعم تنظيمات إرهابية وتمويلها لإبقاء هيمنة الكيان الصهيوني ونهب مقدرات وثروات المنطقة.
باسمة كنون
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: