لندن-سانا
كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن أربعة بريطانيين من عائلة واحدة شكلوا “عصابة من الأشقاء” وسافروا معا إلى سورية في أيلول الماضي للانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي بعد أن استقلوا رحلة جوية إلى تركيا قادمين من ميلان.
وأشارت الصحيفة إلى أن البريطانيين الأربعة وهم شقيقان في 17 و 20 من العمر من منطقة كامدن شمال لندن وابنا عمومتهما وأعمارهم 19 و 22 عاما من منطقة وينسبوري في ويست ميدلاندز هربوا من منازلهم للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية بعد أن استقلوا طائرة من لندن إلى ميلانو ومن ثم إلى اسطنبول وتسللوا إلى سورية عبر تركيا في أيلول الماضي.
وبدأت شرطة سكوتلانديارد البريطانية التحقيق في القضية بعد ورود أنباء عن اختفاء الأخوين من كامدن من قبل والديهما.
وتتزايد أعداد الإرهابيين البريطانيين الذين ينضمون إلى تنظيم “داعش” الإرهابي بشكل متواصل ما صعد المخاوف في بريطانيا من هذه الظاهرة الخطيرة واضطرت حكومة ديفيد كاميرون إلى رفع مستوى التهديد الإرهابي في البلاد إلى ثاني أعلى تصنيف بمرتبة خطير وتعني أن إمكانية وقوع هجوم إرهابي أمر مرجح للغاية خلال الأشهر الأخيرة.
وأكد النائب عن حزب العمال البريطاني خالد محمود الشهر الماضي أن نحو ألفي بريطاني التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ليناقض مزاعم الحكومة البريطانية وتقديراتها الرسمية بأن عدد الإرهابيين من مواطنيها يقدر بنحو 500 بريطاني فقط قتل منهم 27 إرهابيا.
وفي سياق متصل قالت صحيفة ديلي تلغراف إن والدا بريطانيا تمكن من إنقاذ ابنه الذي التحق في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي بعد أن تم تجنيده من قبل شبكات تعمل على تجنيد واستقطاب شبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأب ويدعى كريم محمدي سافر إلى سورية من مدينة كارديف بعد انضمام ابنه أحمد البالغ من العمر 19 عاما إلى مجموعة من الإرهابيين البريطانيين في سورية وتمكن من إنقاذه من التنظيم والفرار سويا.
وتم اعتقال أحمد لدى عودته بموجب المادة 5 من قانون مكافحة الإرهاب البريطاني دون توجيه الاتهام له وتقرر إحالته إلى برنامج “اجتثاث التطرف” الحكومي.
وأوضحت الصحيفة أن الإرهابي أحمد يدرس في كلية الهندسة المدنية ويعتقد بأنه انضم لتنظيم داعش الإرهابي مع أصدقاء له من كارديف ومن بينهم رياض خان البالغ من العمر 21 عاماً وناصر مثنى 20 عاماً اللذان شوهدا في أحد الفيديوهات التي بثها تنظيم “داعش” الإرهابي يحرضون الشبان البريطانيين على الالتحاق بهم.
وتعتبر هذه الحالة الأولى من نوعها لبريطاني يتم إقناعه من قبل أحد والديه بترك التنظيم والفرار من سورية.
وكانت تقارير نشرت مؤخرا تحدثت عن تمكن أم هولندية من إرجاع ابنتها البالغة من العمر 19عاماً كانت قد سافرت سرا في شباط الماضي إلى سورية للزواج بالإرهابي الهولندي التركي عمر يلماز الذي سبق له أن خدم في صفوف الجيش الهولندي وأرسلت فيما بعد نداء استغاثة إلى والدتها ترجوها المجيء لإنقاذها من إرهابيي داعش.
وفى الوقت الذى تفرض فيه الحكومات الغربية والأجنبية المزيد من الإجراءات الأمنية لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تشكلها التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية والعراق ولا سيما مع التحاق آلاف الأوروبيين والأجانب بصفوفها يؤكد مراقبون أن رفع الغرب لوتيرة التصريحات بشأن المخاطر التي تتهدد أمن العالم جراء انتشار الإرهاب سيكون بلا معنى ودون فائدة طالما أنه لا يزال مصرا على التهاون مع الديكتاتوريات في الشرق الأوسط التي تدعم التطرف بما فيها نظام آل سعود وغيره من المشيخات الخليجية.