تدمر.. الصراع العنيف.. فيديو متعدد الشاشات بمرافقة عرض راقص في دار الأسد

دمشق-سانا

في تجربة جديدة بمضمونها وأدواتها عرضت دار الأسد للثقافة والفنون تجهيز فيديو متعدد الشاشات بمرافقة أداء حي وعرض راقص بعنوان “تدمر.. الصراع العنيف” من تقديم الدكتور فصيح كيسو.

وجاء العرض الذي استضافته خشبة مسرح الأوبرا لثلاث ساعات عبارة عن مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة استوحت فكرتها من تأثيرات الحرب وآثارها وانعكاساتها على المواطن السوري وتحاكي التغييرات الطارئة في الأماكن جراء الحرب على سورية.

ويطرح العمل أسئلة عن تدمير التراث القديم من عمارة وفنون واستهداف الإنسان فكرياً وجسدياً مستخدماً لتحقيق هذه الغاية تقنيات تصب في تيار الفن المعاصر مثل تجهيز الفيديو والأداء الحي وتجهيزات تعتمد على الإضاءة وغيرها والاستفادة من كواليس وخشبة الصالة الرئيسية بدار الأوبرا مع ترك الجمهور حراً في الأماكن التي يريد شغلها دون التقيد بالجلوس على مقاعد.

ووضع سقف فوق الجمهور جيء به من مدينة حمص وهو عبارة عن صفائح توتياء مثقوبة جراء القذائف الإرهابية التي تعرض لها وتم تجهيزه بإضاءة منتشرة بلون ضوء الشمس وأطلق على هذا العمل “ثقوب الشمس” ليطرح تساؤلاً حول ما إذا كان التدمير يخلق أجواء مختلفة عن السابق مع إدانته لهذا الفعل التخريبي.

أما الأداء الحي الذي أطلق عليه فيتامين فكان أداء لمجموعة من الراقصين المعاصرين الذين قاموا بتشكيلات جسدية حية على أنغام مقطوعات من موسيقا فيفالدي “الفصول الأربعة” رافقه عرض فيلم رسوم متحركة بالأسود والأبيض وأداء حي مرتجل من قبل مجموعة من الممثلين يتطابق مع فكرة العمل.

أما عمل “حماية” فهو عبارة عن تركيبات معمارية منفذة من الأغطية البلاستيكية التي وزعتها منظمات دولية على المهجرين لتظهر كيف سعى الناس للاستفادة من هذه الأغطية في محاكاة للواقع السوري بأسلوب جمع السخرية والتراجيديا والذكاء.

وانطلقت فكرة العرض بعد زيارة ميدانية قام بها الدكتور كيسو إلى مدينة تدمر الاثرية ومتحفها بعد أربعة أيام من تحريرها من إرهابيي تنظيم “داعش” عام 2016 بهدف توثيق ما حدث في تلك الفترة الزمنية كمرحلة تاريخية من دون تدخل أو إجراء أي تغيير في الصورة الموثقة والصوت.

ويهدف العرض بحسب القائمين عليه لتعزيز وتبني هذه الأساليب الحديثة في العمل الفني المعاصر بالتزامن مع تيارات الفنون التشكيلية الغالبة في الساحة الفنية السورية وضرورة مواكبة الفن العالمي المعاصر ضمن محاولات النهوض من تداعيات الحرب.

يذكر أن العمل جاء حصيلة تعاون كوادر الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون والمعهدين العاليين للموسيقا وللفنون المسرحية وجامعة القلمون الخاصة ومحافظة حمص ومديريات السياحة والاثار فيها وإدارة ترميم سوق حمص القديم.

يشار إلى أن الفنان فصيح كيسو يحمل درجة دكتوراه في مجال الفنون البصرية المؤقتة من جامعة سيدني بأستراليا ودرس إنتاج الفيلم والفيديو في جامعة نيويورك وعرض في صالات عديدة للفنون المعاصرة بشتى أنحاء العالم ونال جائزة “ساميتاغ” الاسترالية عام 2001 وتتسم أعماله بالتنوع في استخدام المواد بدءاً من الصورة الضوئية إلى الفيديو والأداء الحي والألوان والعناصر الجاهزة المتواجدة والتركيبات.

رشا محفوض

انظر ايضاً

اجتماع حول مشروع ترميم قوس النصر الأثري في تدمر

دمشق-سانا تم اليوم في مبنى وزارة الثقافة اجتماع ضم أطراف الاتفاقية الثلاثية لمشروع إعادة بناء …