واشنطن-سانا
كشفت دراسة جديدة أن الآثار المترتبة على ظاهرة التمييز العنصري في الولايات المتحدة لا تتوقف عند المشكلات الاجتماعية وانتشار جرائم الكراهية بل تتجاوزها إلى نتائج صحية تنعكس بشكل مباشر على الأمريكيين المتحدرين من أصول إفريقية ولاتينية عبر إصابتهم بأمراض مميتة مثل السرطان والزهايمر.
الدراسة التي نشرتها مجلة نيوزويك الأمريكية أثبتت أن التوجهات الاجتماعية السلبية مثل العنصرية والتمييز تلحق الضرر بصحة الضحايا بإطلاق سلسلة من الاستجابات البيولوجية الشاذة بما في ذلك النشاط الجيني غير العادي وتتسبب في الشيخوخة المبكرة وتلف الأعضاء وبالتالي قصر العمر بشكل كبير.
ووفق الدراسة فإن الأمريكيين المتحدرين من أصول مختلفة ولا سيما الإفريقية يموتون مبكراً ويعانون قبل موتهم أمراضاً كثيرة وخطيرة بما فيها أمراض القلب والزهايمر والمراحل المتأخرة من سرطان الثدي والسبب وراء ذلك هو انعدام المساواة والعنصرية إضافة إلى عوامل بيئية اجتماعية أخرى بما فيها الفقر وقلة الرعاية الصحية.
وأوضحت ايبريل ثيمس أستاذة علم وطب النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا والمشرفة على الدراسة أن “التقارير التي توثق الأعمار وأسباب الوفاة تظهر نمطاً واضحاً وهو قصر عمر الأمريكيين من أصول افريقية وإصابتهم بالعديد من الأمراض بمعدل أكبر بكثير من البيض” مشيرة إلى أن الأبحاث تظهر أن العنصرية تعزز الجينات التي تسبب الالتهابات وهي أحد الأسباب الرئيسة للأمراض.
ولفتت ثيمس إلى أن السياسات الحكومية في الولايات المتحدة والمعاملة غير العادلة من قبل المؤسسات الاجتماعية والقوالب النمطية والتمييز كلها أدلة دامغة على أن العنصرية لا تزال حية وتشكل أحد أسباب الوفيات المبكرة إضافة إلى تدني جودة الحياة.
كما بينت ثيمس أن تكريس العنصرية عبر مطالبة الناس بتدوين جنسهم قبل إجراء أي اختبار أو فحص يؤدي إلى إعاقة وظائف المخ مثل التعلم والذاكرة لدى الأمريكيين من أصول إفريقية وهذا قد يفسر جزئياً ارتفاع معدلات الخرف عندهم مقارنة مع مواطنيهم البيض.
وأوضحت ثيمس أنه عندما تؤدي ضغوط البيئة المحيطة بالناس مثل الفقر والعنصرية إلى تنشيط الجهاز العصبي الودي الذي يتحكم في استجابات الدفاع أو الهروب يتم تغيير سلوك الجينات وهذا بدوره يتسبب بحدوث وقائع كيميائية حيوية معقدة تؤدي إلى تشغيل الجينات ما قد يسفر عن نتائج صحية سيئة.
ويشهد المجتمع الأمريكي في السنوات الأخيرة موجات غير مسبوقة من جرائم الكراهية والتمييز العنصري ما أدى إلى ارتفاع معدل حوادث إطلاق النار ونسبة الجرائم والاعتداءات على الأقليات إلى أعلى مستوى لها.
ويؤكد مراقبون أن مظاهر التمييز العنصري زادت على نحو خطير في ظل التوجه العنصري الواضح الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كمسار رئيس لسياساته منذ وصوله إلى البيت الابيض إذ أن تصريحاته التحريضية ونزعته لما يسمى (التفوق العرقي للبيض) عززت بذور التمييز العنصري المتأصل أيضاً في الولايات المتحدة وساعدت على انتشاره.
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: