الشريط الإخباري

ناظم مهنا: أكتب القصص القديمة بشكل حداثوي وبوسع الحداثة احتواء الكلاسيكية

دمشق-سانا

تعتبر تجربة الأديب القاص ناظم مهنا من أهم التجارب القصصية السورية والعربية الحديثة لما تمتاز به من ميل إلى الحداثة حتى حين يكتب ويستوحي أفكاره من التاريخ المغرق في القدامة كما في عمله المميز الأرض القديمة.

ناظم مهنا كان ضيف سانا الثقافية في الحوار التالي:

_ حدثنا عن تجربتك الأدبية..

كان همي الأساسي كتابة الشعر ولكن في مرحلة ما توقفت عن كتابته واتجهت إلى القصة وفكرتها وكيف يكون السرد القصصي منذ الثمانينيات فاطلعت على معظم أنواعه وصرت متمرسا فيه وأصبح في رصيدي عدد كبير من القصص وصدر لي ست مجموعات.

– ماذا تعني الحداثة لناظم مهنا؟

ما زالت الحكاية روح القصة منذ القدم لكنها أصبحت تسرد بطريقة حديثة وسعيت إلى أن أجعل الحكاية تتجاوب مع الحداثة كي لا تكون مجرد حكاية شعبية في زمن تتابعي لها بداية ووسط ونهاية لتمنحني فلسفة الحداثة طريقة عرض جديدة تتجاوز مبدأ التتابع إلى الانبثاق والتزامن فأنت تستطيع أن تأتي بحكاية من الزمن القديم وتكتبها بطريقة حديثة كما يمكن للحداثة أن تحتوي الكلاسيكية أو ما تسمى الكلاسيكية الجديدة التي أشعر أني قريب منها.

_ وماذا عن تداخل الفنون؟

في أنماط الكتابة الجديدة يتداخل الشعر والتصوير والدراما والسينما والمسرح والقصة وشعرية القصة لا تتجلى فقط في اللغة بل في الحالة ذاتها وإن كانت بعض النظريات الكتابية تحاول أن تنقح القصة من الشعر لكني أميل إلى التداخل لكوني أكتب الشعر.

_ ما الذي يميز القصة الطويلة عن الرواية القصيرة؟.

في بعض الحالات قد تكون القصة رواية مكثفة ومن الممكن ان تنفلت لتغدو رواية ولكن البعض يرون ان هناك حدودا بينها وبين القصة لأن للأخيرة سمات من حيث التكثيف والقصر وقلة الشخوص والحدث والزمن والمكان الواحد وهذا النمط من الكتابة موجود وله منظروه ولكن بعض النقاد يرون أن نتاجي القصصي ينتمي للرواية القصيرة.

_ ما علاقة مجموعتك (الأرض القديمة) بالأسطورة؟

كان لدي هاجس كتابة الحكايات القديمة التي تحمل وعينا الحضاري بالأساطير بطريقة حديثة فكتبت /الارض القديمة/ التي بطلها المكان وخاصة /سورية بلاد الشام/ والانسان الذي عاش تلك الحقبة والانسان الحديث المتواصل مع الحضارة وعملت على خلق أساطير موازية او متواصلة مع القديمة وفيها ما هو من الماضي كأسماء الشخصيات وفيها ما هو من نسج الخيال إضافة الى حكايات من المتن السردي اطلقت عليها اسم /العلوم في الظلام/ تحكي حضارتنا الاسلامية والعربية.

– هل القصة فن أصيل من تراثنا أم مستورد من الغرب؟

الحكاية مرتبطة بالإنسان وهي خاصية لكل شعوب العالم منذ القديم وغير قابلة للزوال ورغم أن القصة الحديثة فن غربي فإن تراثنا مليء بالحكايات منها ما هو مدون ومنها ما هو مخزون شعبي غير مدون وبعض الكتاب الأجانب اقتبسوا الكثير من قصصهم من تراثنا العربي كالكاتب الأرجنتيني بورخيس.

_ ماذا عن القصة القصيرة جدا؟

لم أقتنع بها ولا يوجد حتى الآن تجاوب بيني وبينها وكتاب هذا النوع لم يستطيعوا حتى الآن ترسيخه أو إيجاد تسمية موفقة.

_ ما الثابت والمتغير في القصة وخاصة بالنسبة لأدب ناظم مهنا؟

هناك ثوابت ومتغيرات في فن القصة وانا اميل الى ان للشكل قيمة كبيرة والحفاظ على الثوابت يجعلك اكثر رسوخا وتضع رجليك على الارض بصلابة لذلك افكر بصورة دائمة في شكل السرد مع كل عمل وكيف سيتم عرضه مع الحفاظ على هويتي عبر التمسك بالثوابت مهما تغير الشكل لأعطي لذاتي ملامح وتظهر شخصيتي من خلال الاسلوب السردي بما فيه المفردة والجملة.

_ ماذا عن جديدك؟

جديدي عمل بعنوان (أرواح نيئة في جرار الفخار) وشرحتها بعنوان ثان (سرديات نصف غنائية) قاربت فيها بين عدة انواع أدبية وفيها بعض القصائد حولتها الى قص وسرد بعد ان اضفت لها حدثا وشخصية.

_ كيف تقيم تجربتك رئيس تحرير مجلة المعرفة؟

منذ اربع سنوات عملت رئيس تحرير لهذه المجلة التي تأسست منذ عام 1962 وهي من اقدم واهم المجلات العربية الثقافية لذلك استثمرت درايتي بالعمل الصحفي لكوني ادرك اهميتها وثقة القراء بها وعملت على ابقاء أبوابها الثابتة مع التجديد من الغلاف الى كل المحتوى لآخذها باتجاه الحداثة.

بلال أحمد

انظر ايضاً

كتاب جديد لناظم مهنا يحتفي بالشاعر الراحل عبد المعين الملوحي

دمشق-سانا صدر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن سلسلة “أعلام ومبدعون” كتيب شهري …