الشريط الإخباري

أجندات أمريكا وتخريب المنطقة

تعمد الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحريك أحجار دومينو المنطقة كلما دعت الحاجة لذلك, بغية الضغط السياسي, وتنفيذ أجنداتها الإمبريالية المقيتة, غير آبهةٍ بمصالح الشعوب, وسيادتها, وحقها في تقرير مستقبلها, وذلك بهدف ضمان مصالحها ليس من نفط الخليج فحسب بل من أمواله أيضاً إضافة للهدف الاعتيادي؛ ضمان أمن «إسرائيل».

وبغض النظر عن سياسات الرئيس ترامب المتهورة, والوقحة, والتي كان الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أشدها تهوراً وخطراً, فإن الثابت في السياسة الأمريكية هو إبقاء المنطقة غارقة في أتون حروب ومشكلات لا تنتهي, وقودها الشعوب ومستقبل أبنائها.

في السياسة الأمريكية من غير المسموح «الخروج من بيت الطاعة» حتى ولو بتصريح صغير, ورأينا كيف تمت إزاحة رئيس دولة لمجرد محاولته تصحيح مساره السياسي, والعودة إلى السياق الطبيعي للعلاقات العربية المعتادة, والعراق الآن لا يبتعد كثيراً عن تلك المقاربة حيث صدر مؤخراً قرار سيادي بمنع تحليق أي طائرة غير عراقية فوق الأراضي العراقية إلا بموافقة مسبقة من القيادة العراقية حفاظاً على أمن وسيادة البلد, وتفادياً لأي عدوان على أبناء الشعب العراقي في الحشد الشعبي أو الجيش كما حصل غير مرةً الأمر الذي استهجنه الأمريكي, واعتبره يشكل حداً لجرائمه في المنطقة.

وجاء فتح معبر «القائم» مع سورية ليكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير، والضربة الموجعة لأجندة واشنطن ضد سورية, الأمر الذي حذا بها إلى تحريك الطابور الخامس في العراق بكلام حقٍّ يُرادُ به باطل.

الجميع متفق على محاربة الفساد, وهدر المال العام في أي دولة, والكل يتمنى أن ينعم الناس بحياة رغيدة, ولا أحد يُعارض التظاهر من أجل المطالبة بتحقيق مطالب محقة إن لم تنفع القنوات السلمية الطبيعية, لكن يجب أن يكون هذا التظاهر مرخصاً وسلمياً، والديمقراطية لا تتحقق في شوارع العراق بحرق وتخريب الأملاك العامة والخاصة, واقتحام مقرات الدولة العراقية ومؤسساتها الوطنية التي تخدم الشعب العراقي الذي هو في النهاية الخاسر الوحيد فهذا أمرٌ مرفوضٌ جملةً وتفصيلاً.

جمال ظريفة