دمشق-سانا
آراء المفكر والأديب ميخائيل نعيمة في الأدب والنقد كانت أهم ما تناوله المشاركون خلال الندوة النقدية حول كتاب الغربال لنعيمة وذلك في المركز الثقافي العربي بالمزة مساء أمس.
ورأى الناقد الدكتور عبد الله الشاهر أن كتاب الغربال من أهم الكتب النقدية حيث حرص الأديب نعيمة على تأسيس تصور نقدي مغاير لما هو قائم ودعا إلى أدب جديد عبر الاستعانة بالطرق العقلية المتفتحة في مجال النقد وإعادة النظر بوظيفة الأدب وقدرته على اختراق وكشف باطنية الإنسان.
وحول فكرة نعيمة عن النقد أوضح الشاهر أن صاحب كتاب الغربال كان يعتبر ان النقد لا يمكن ان يكون علما وانما يرتكز على قوة التمييز النظرية ما جعله يرفض إخضاع النقد لقواعد ثابتة وتأسيس علاقته بالأدب بناء على ذوق الناقد ونيته في الاخلاص معتبرا أن نعيمة اراد من خلال تجربته في الغربال تأسيس رؤية نقدية تعكس توجهه الذي يجمع بين الأدب والفن والفلسفة.
ولفت الشاهر إلى أن نعيمة جمع بين دفتي فكر الثقافة الشرقية والغربية وحاول أن يعكس نتاج هذا الجمع على الأدب العربي الذي أراد أن يظهر بمقاييس وأشكال جديدة.
من جهتها الاعلامية فاتن دعبول بدأت مداخلتها بمقولة للمفكر نعيمة مفادها “إن مهنة الناقد الغربلة ولكن ليست غربلة الناس بل غربلة ما يدونه قسم من الناس من أفكار وشعور وميول وما يدونونه من نتاج ندعوه أدبا.. فمهنة الناقد إذن هي غربلة الآثار الادبية لا غربلة أصحابها”.
وبينت دعبول أن كتاب الغربال هو مجموعة من الأبحاث النقدية التي نشرها المؤلف في المجلات المهجرية وقد قسمها إلى قسمين الأول يحدد منهجه الانطباعي في تقييم الأدب والتعريف بالمقاييس الحديثة والثاني يتناول بالنقد طائفة من الكتب والدواوين.
وأشارت إلى أن نعيمة أمد الابداع بذخيرة لا تنضب عن الحياة والإنسان والمجتمع واعتمد في نظريته النقدية على الانسان لأنه محور الأدب طالما أن الحياة والادب توءمان لا ينفصلان وطالما أن الأدب يهدف إلى بناء النفس الانسانية من فكر وانفعال أمام الحياة وأسرار الوجود.
يذكر أن كتاب الغربال هو مجموعة مقالات نشرها ميخائيل نعيمة ما بين عام 1913 و 1923 واحتوى على اثنتين وعشرين مقالة جمعتها مؤخرا مجلة الموقف الأدبي بكتاب جيب بغية تحريض القارئ وتوجيهه نحو قراءات هادفة.
هناء صقور