الشريط الإخباري

توقيف أكثر من 180 متظاهرا في لوس انجلوس على خلفية أحداث فرغسون

نيويورك-لوس انجلوس-سانا

شهدت مدينة فرغسون الأمريكية الليلة الثانية من الاضطرابات بعد إسقاط الملاحقة القضائية عن الشرطي الامريكي قاتل الشاب مايكل براون من أصول افريقية بمدينة فرغسون في آب الماضي ما أثار حفيظة آلاف الأمريكيين الذين خرجوا في مظاهرات في سائر أرجاء الولايات المتحدة تنديدا بهذا الفعل العنصري.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مدينة فرغسون الامريكية عاشت ليلة ثانية من الاضطرابات والاحتجاجات على الحكم القضائي الجائر بحق الشرطي الامريكي القاتل حيث أحرق محتجون في سانت لويس سيارة للشرطة فيما انتشر شرطيون بلباس مكافحة الشغب في أماكن متفرقة من المدينة الصغيرة التي ألهب الشارع الأمريكي احتجاجا على الاحكام العنصرية للقضاء الامريكي.

وفي لوس انجلوس اعتقلت الشرطة اكثر من 180 شخصا خلال الاحتجاجات التي عمت المدينة حيث بدأ المتظاهرون من جنوبها قبل أن تنتهي أمام مقر الشرطة في حي داونتاون وسط لوس انجلوس.

وأعلن قائد شرطة لوس انجلوس تشارلي بيك خلال مؤتمر صحافي اليوم أن 183 شخصا أوقفوا ليلا بينهم 176 بتهمة الاخلال بالنظام العام واعتقل شخص بتهمة ارتكاب مخالفة أكثر خطورة بعدما رشق شرطيا بعبوة مياه ما أدى إلى إصابته بشكل طفيف في رأسه.

بدورها قالت شرطة اوكلاند على تويتر: إن “المتظاهرين خربوا متاجر وأشعلوا حرائق ورشقوا الشرطيين بالحجارة” موضحة أنه “تم اعتقال عدة أشخاص”.

وعرقلت تحركات المتظاهرين حركة السير في يوم يشهد ازدحاما خانقا بسبب عطلة عيد الشكر يوم غد حيث قامت مجموعة متظاهرين بإغلاق الطريق السريع /101/.

وفي نيويورك اعتقل عشرة اشخاص خلال تظاهرات مساء أمس التي نظمت لليلة الثانية على التوالي للتنديد بقرار هيئة المحلفين كما أفادت الشرطة اليوم.

وذكرت ا ف ب أن مئات المتظاهرين ساروا في شوارع نيويورك ضمن تجمعات مختلفة منددين بقرار هيئة المحلفين بعدم ملاحقة الشرطي دارين ويلسون الذي قتل في 9 اب الماضي في فيرغسون الشاب مايكل براون البالغ من العمر 18 عاما.

وبالرغم من أن المتظاهرين كانوا هادئين ولم يقوموا بأعمال عنف فإن اثنين من قادة التجمعات اعتقلا لقيامهما بعرقلة حركة المرور في حي تايمز سكوير وحي لينكولن تانيل الذي يصل مانهاتن بنيوجيرسي.

وسارت مجموعة أخرى من المتظاهرين في شارع يونيون سكوير بجنوب مانهاتن قبل ان تسلك عدة شوارع هربا من الشرطة.

وقال متحدث باسم شرطة نيويورك “إن عددا من الأشخاص اعتقلوا .. ليس لدينا بعد الأرقام الصحيحة” من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.

وكان بين المتظاهرين طلاب من جامعة نيويورك واعضاء من حزب البيئة في بروكلين وكذلك من جمعيات يسارية.

وفور إعلان قرار هيئة المحلفين نزل آلاف الأمريكيين إلى الشوارع فى جميع انحاء الولايات المتحدة من سياتل الى نيويورك مرورا بشيكاغو ولوس انجلوس في مظاهرات احتجاجية ضد القرار وللتنديد بعنصرية الشرطة الأمريكية.

وتتوقع السلطات حصول تظاهرات جديدة في احتجاجا على قرار هيئة المحلفين الصادر مساء الاثنين الماضي في ميسوري بوقف الملاحقات القضائية بحق الشرطي دارن ويلسون الذي قتل الشاب مايكل براون 18 عاما في 9 آب الماضي في فرغسون.

أوباما يندد بـ “أعمال العنف” في فيرغسون بعد تبرئة شرطي أميركي قاتل

في سياق متصل ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة أمس بـ”أعمال العنف” التي وقعت في مدينة فيرغسون بولاية ميسوري بعد قرار هيئة محلفين تبرئة شرطي أبيض رغم قتله شاباً أسود.

ونقلت ا ف ب عن اوباما قوله في كلمة ألقاها في شيكاغو.. “حرق المباني وإضرام النار في السيارات وتدمير الممتلكات وتعريض الناس للخطر .. لا يوجد أي مبرر لذلك انها أعمال إجرامية” مضيفا” لا أتعاطف أبدا مع الذين يدمرون مناطقهم”.

واعتبر أوباما أن هناك “وسائل بناءة للتعبير عن الاحباط” مقرا بوجود شعور قوي لدى العديد من الفئات بأن “القوانين لا تطبق دائما بنفس الطريقة وبشكل عادل”.

وتابع أوباما” لم أر أبداً أي نتيجة لمشروع قانون حول الحقوق المدنية او الصحة او الهجرة لان سيارة قد أحرقت” مضيفا “هذا الأمر حصل لان الناس صوتت وحشدت صفوفها وتنظمت وبحثت عن افضل الردود السياسية لحل المشاكل”.

وفور الاعلان عن الحكم الذى أصدرته أمس الأول هيئة محلفين اندلعت اعمال العنف فى مدينة فيرغسون فيما نزل الاف الأميركيين في عدة مدن من سياتل إلى نيويورك مرورا بشيكاغو ولوس أنجلوس إلى الشوارع للتنديد “بالعنصرية التى تقتل” ولم يصغ المتظاهرون الغاضبون الى دعوات الهدوء التي وجهها أوباما.

وقد أثار مقتل مايكل براون فى اب الماضى الجدل مجددا حول موقف قوات الامن والعلاقات العرقية فى الولايات المتحدة بعد 22 عاما على قضية رودنى كينغ والاضطرابات التى وقعت فى لوس انجلوس إثر تبرئة اربعة شرطيين بيض صوروا وهم ينهالون بالضرب على الرجل الأسود.

الخارجية الروسية: أحداث فرغسون تكشف العيوب المنهجية للديمقراطية الأمريكية

من جهتها أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ جراء الوضع المتوتر في بلدة فرغسون ومن استخدام الشرطة الأمريكية للقوة في قمع الاحتجاجات السلمية.

ونقل موقع روسيا اليوم عن الخارجية الروسية قولها في بيان اليوم: “إن الاحتجاجات الجماهيرية تتواصل بسبب القرار القضائي بشأن عدم محاكمة ضابط الشرطة الذي أطلق النار في التاسع من آب الماضي على الفتى الأمريكي من أصول أفريقية مايكل براون” موضحة أن “إجراءات السلطات الأمريكية لا تترك مجالا للشك أنها اعتمدت على القوة في قمع المظاهرات الرافضة لتجاوزات الشرطة بهدف تمرير الجريمة دون عقاب والتي كانت دوافعها عرقية بشكل واضح”.

وأشارت إلى أن السلطات الامريكية أدخلت رجال الأمن والآلات العسكرية لقمع المحتجين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وتنفيذ اعتقالات بشكل عشوائي لافتا إلى أن المظاهرات التي امتدت إلى جميع الولايات تقريبا ووجهت من قبل الشرطة بقسوة رغم أنها حملت طابعا مدنيا وتضامنيا بهدف دعم المواطنين في
فرغسون.

وقالت الخارجية الروسية في بيانها: إن “مثل هذا الانفجار والسخط الشعبي الهائل وردة الفعل غير المتناسبة من قبل السلطات يؤكد مجددا أن هذا الحادث ليس فرديا ويكشف العيوب المنهجية للديمقراطية الأمريكية التي لم تستطع التغلب على الانقسام العنصري العميق والتمييز وعدم المساواة ويبقى المواطنون السود
غير محميين اجتماعيا ويتعرضون بانتظام للعنف والتحرش من قبل السلطات”.

واضافت: إن “واشنطن تعتبر ما يجري في الولايات المتحدة أعمالا خارجة على القانون وتستخدم كامل قوتها ضد المتظاهرين في حين تنادي بحرية التعبير للقوى المعارضة خارج البلاد”.

وكان قسطنطين دولغوف مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون أوضح أمس أن اضطرابات فرغسون تؤكد أن على الولايات المتحدة التركيز على معالجة مشكلاتها الداخلية الكبيرة فى مجال حقوق الانسان بدلا من توجيه تعليمات غير مبررة إلى دول أخرى.

 الشرطي القاتل يقول إن “ضميره مرتاح”

إلى ذلك قال الشرطي الأميركي الأبيض الذي قتل في آب الماضي شابا أسود في فيرغسون بولاية ميسوري إن “ضميره مرتاح” معتبرا أنه أدى عمله “بشكل جيد”.

ونقلت ا ف ب عن الشرطي دارين ويلسون قوله لمحطة اي بي سي الأميركية إنه في التاسع من آب “خاف من أن يقتل” قبل أن يستعمل للمرة الأولى سلاحه ويطلق 12 رصاصة باتجاه الشاب مايكل براون البالغ من العمر 18 عاما.

وتابع” السبب بأن ضميري مرتاح هو انني قمت بعملي بشكل جيد” على حد تعبيره مضيفا “لا أعتقد أن هذا الأمر سوف يقلقني سيبقى شيئا حصل معي”.

وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان قد تصرف بنفس الشيء مع شاب أبيض أجاب الشرطي “نعم .. دون شك” زاعما أن مايكل براون “هجم” عليه وكان يريد أن يقتله.

وأثار مقتل الشاب براون على يد الشرطي ويلسون وتبرئته رغم ذلك من قبل هيئة محلفين موجة احتجاجات عارمة في عدد من المدن الأميركية تخللتها أعمال عنف رغم دعوات الرئيس الاميركي باراك أوباما للهدوء.

انظر ايضاً

مظاهرات في الولايات المتحدة وكندا تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

واشنطن-سانا تظاهر آلاف الأشخاص في كل من الولايات المتحدة وكندا اليوم مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي …