الشريط الإخباري

لوغاريتمات «الفيس بوك»!!

في لغات البرمجة الإلكترونية، في خوارزمياتها، في لوغاريتماتها، وفي مصفوفاتها، صارت المقاومة، ثقافتها، محورها، أسماء قادتها – صارت- أُسّاً فيها مُجتمعة، بمعنى أن المُشغل، الإدارة، منصة التحكم، أَدخلت كلمات مِفتاحية لمُجرد ذكرها في مَنشور، أو في تعليق – حالياً على «فيس بوك» وغداً ربما على بقية مواقع التواصل على الشبكة العنكبوتية – تُفرَضُ العقوبات بحق المُستخدمين.

الحَظرُ، إيقافُ الحساب، تجميدُ الحساب، المنعُ من النشر، المنعُ من التعليق، المنعُ من التَّصفح .. الخ. مُؤخراً، وحتى قبل عملية «أفيفيم» النوعية الرادعة، تَعرضت حسابات طيف واسع من جمهور المقاومة ومُؤيديها، لمَروحة العقوبات المَذكورة وسواها، لماذا؟.

هل تُمثل مروحة العقوبات بحق المُستخدمين «فيس بوك وسواه» عقوبة بالحرمان من التواصل وحق التعبير؟ أم هي بذاتها تَعبير عن الفشل والهزيمة ليس على المُستوى العسكري والسياسي فقط، وإنما أيضاً هي هزيمة على المُستوى المَعنوي فضلاً عن التقني، وأين؟ في أبرز ساحاته، ووسائله التي اختُرعت أصلاً لغايات الغزو والعولمة، ولشن الحروب الناعمة المُوازية، ولاستهداف المُجتمعات في العمق بطرائق جديدة مُبتدعة؟.

عندما تَصير المُقاومة ورموزها أُسّاً في لوغاريتمات «الفيس بوك» وأساساً يَشغَلُ المُبرمجين، بل مُفردة مُهمة في لغات البَرمجة، تُهَلوِسُ بها الإدارات، وتَتفرغُ لها الكوادر بالمُلاحقة لحظر انتشارها، ولمُحاربتها، فإن في ذلك رزمة من الاعترافات المُباشرة، وليس اعترافاً واحداً بالهزيمة، وهي الهزيمة التي تَنطوي بالضرورة على سلسلة اعترافات منها: الضعف، العجز، الفشل والإخفاق!.

فرضُ العقوبات على المُستخدمين، هي نقطة الضعف الأبرز خلافاً لما يَتوهم الكثيرون – أولهم وفي مُقدمتهم الجهة المُشغلة – من أنها نقطة قوة أو عامل قوة تُمسك به، بل هي إضافة إلى أنها نقطة ضعف قاتلة، فهي مُؤشر فشل، وغير مُؤهلة لتتحول إلى النجاح يوماً سواء لأسباب تتعلق بالعقوبات التي تُقيد وتَمنع وتَحظر، أم للأسباب التي تتصل بمُحاولة ابتداع لوغاريتمات جديدة تُغرِقُ المُستخدمين بالشروط الاستبدادية غير المَقبولة.

هذا خندقٌ جديد على الخط الأمامي للمُواجهة، هذه جبهةُ حرب جديدة مُستحدثة. بالأهمية لا يَقلان عن جبهات الميادين وخنادقها على الأرض. لن نُغادرها، سنَبقى فيها نُقارع منظومة العدوان ونَتفوق فيها، نهزم الجيوش الإلكترونية، كما هزمنا جيوش العدوان وأدواتها من المُرتزقة والحُثالات الإرهابية.

سنَرد حملات الاستهداف والتشويه ونُسقطها – لاحظوا أنّ سورية لم تُوقف «الفيس بوك»، لم تَمنعه في ذروة الاستهداف، بل اتخذت قراراً شجاعاً، حكيماً وواثقاً، بفتح الفضاءات الإلكترونية. قبلت سورية تحدي مُقارعة مئات آلاف صفحات ومواقع ومنابر الحرب والتضليل، ونجحت بهزيمتها – اليوم، إن فرض العقوبات على المُستخدمين من جمهور المقاومة يُقدم دليلاً إضافياً على انتصار خط المقاومة، جمهورها وثقافتها، وبكل تأكيد لا تُمثل هذه العقوبات إلا الدليل القطعي على هزيمة أعداء المقاومة، خطها ومحورها الراسخ .. للحديث بقية.

بقلم: علي نصر الله