الشريط الإخباري

معرض دمشق الدولي.. ذكريات حاضرة لدى أبناء السويداء وحماة

السويداء وحماة-سانا

يستعيد أبناء السويداء مع اقتراب موعد انطلاق الدورة الـ 61 لمعرض دمشق الدولي شريط ذكرياتهم بما يحمله من قصص عاشوها وحفلات فنية حضروها وسهرات عائلية استمتعوا بها على ضفاف نهر بردى وفعاليات متنوعة شاركوا بها أثناء زياراتهم له.

ومع أولى زياراته للمعرض في دورته الأولى عام 1954 بعمر الـ 15عاما يروي سلمان البدعيش لمراسل سانا تفاصيل لا يمكن أن تمحى من ذاكرته ومنها مشاركة الكثير من الدول العربية والأجنبية وحالة التنافس بين الدول الصناعية في عرض أحدث منتجاتهم.

ويستذكر البدعيش مشاهدته للفنانين والأدباء المشهورين كالممثل فريد شوقي وزوجته هدى سلطان وسماعه عبر مكبرات الصوت أصوات كبار الفنانين مثل أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الوهاب وغيرهم مبينا أن الفرحة كانت تغمره لدى حضوره الأعمال المسرحية والفنية العربية والعالمية على مسرح المعرض حيث شاهد مسرحية المحطة لفيروز وباليه بحيرة البجعة لفرقة البولشوي العالمية.

وقال: “حتى الآن أتذكر ما دار على خشبة المسرح والموسيقا الرائعة لتشايكوفسكي التي استمعنا إليها”.

فيما يستعيد الباحث محمد طربيه صورا محببة لديه في أول زيارة له للمعرض عام 1965 حيث كان في الصف السابع وشاهد المنتجات المعروضة وتنزه على ضفاف بردى مع وجود مكان خاص يدعى سوق البيع يحوي العديد من المنتجات إلى جانب الاستمتاع بالاطعمة المتنوعة في مطعمه الصيفي الذي يتوضع على سطحه وحضور الحفلات الفنية التي كانت تقام لتعريف الناس بالفن السوري كرقصة السماح والدراويش والميلوية وكذلك إحياء فيروز العديد من الحفلات معتبرا أن عودة المعرض في موقعه الجديد بمدينة المعارض يعكس الصورة الحقيقية لعودة الحياة إلى طبيعتها في سورية.

“كنا نرى كل سورية في معرض دمشق”.. هكذا يبدأ المصور أكرم الغطريف حديثه لمراسل سانا قائلا: “زياراتنا للمعرض تركت أثرا مميزا فمنذ الصغر اعتاد والدي اصطحابنا معه كل عام وكنا لا ندع جناحا إلا ونزوره ونستمتع بنهر بردى والأضواء الجميلة وزحمة الناس المليئة بالمحبة” مضيفا إن دمشق كلها كانت معرضا ثقافيا وتجاريا واقتصاديا وسياحيا أثناء فترة إقامة المعرض بموقعه القديم حيث كانت تقام بالتزامن معه عروض واحتفالات بقصر العظم والتكية السليمانية ونشاط ملحوظ لسوق الحميدية والقيمرية وغيرها مشيرا إلى أنه خلال عمله كمصور حرص على أخذ لقطات للمعرض والمسرح خاصة رقص الباليه ونال العديد من الجوائز عليها.

ويرى سمير فليحان أن معرض دمشق ترسخ في ذاكرة ووجدان السوريين كتقليد سنوي وفرصة للتسوق والاطلاع على ما تشارك به باقي الدول من منتجات لافتا إلى أن عودة المعرض والإقبال من السوريين بعد توقفه لأعوام بسبب الحرب يؤكد عودة الحياة الطبيعية لسورية.

رئيسة جمعية الأيادي البيضاء بالسويداء سميرة سرايا أكدت أن للمعرض ذكريات محببة وجميلة لدى معظم السوريين حيث كانوا يستمتعون بأجوائه الساحرة وحفلاته الفنية وفعالياته الثقافية المتنوعة كما له فضل على العديد من التجار والفعاليات الاقتصادية والصناعية من خلال مشاركاتهم فيه لأنه يؤمن فرص عمل ويفتح مجالات للاستثمار وتسويق المنتجات في الأسواق المحلية والعربية والعالمية.

وفي حماة يترقب أبناء المحافظة بشوق انطلاق فعاليات المعرض ومنهم الأديب محمد مخلص حمشو الذي يغوص في شقوق ذاكرته مستعيدا ذكرياته عن المعرض فيقول لمراسلة سانا: “كنا صغارا ومن كراج دمشق أمام جامع المحبة في حماة كانت البوسطة وسيلة النقل لدمشق ومنادي السفر في الكراج يقول طوال أيام السنة (حمص .. الشام) إلا أيام المعرض في أواخر خمسينيات القرن الماضي فكان ينادي (يا الله ع المعرض) فكان حتى في ندائه يشوق الناس لزيارة المعرض”.

ويضيف حمشو: كنا في شوق لمشاهدة المعرض خاصة في زمن كان التلفاز حديثا جدا وتقنيات تواصل اليوم تغيب عنه تماما ويتزاحم الركاب في السفر إلى دمشق وتسير البوسطات وحين نصل نزول التنايا نستبشر خيرا فيذهب ملل الطريق وتلوح كروم دوما ويقول البعض: “وأخيرا وصلنا وسنرى المعرض”.

وتقول فاطمة كردي: “كل من رأى المعرض في سنواته الأولى تأخذه روعة دمشق زمن الخير والبركات والحب والمودة فأكثر بيوتها تستقبل الضيوف من الأصدقاء والأقرباء القادمين من شتى المحافظات”.

ويستذكر محمود البني زيارته للمعرض الذي كان يستمر شهرا كاملا فيقول: “عند دخولنا مدينة المعارض القديمة كنا نؤخذ بالأنوار الملونة والبراقة الساطعة مع النوافير التي تغدق المياه في ساحاته وصوت فيروز يملأ المكان مع جموع الناس كالأمواج في طرقاته فكان بريق الفرح يشع من العيون والسعادة مرتسمة على الوجوه”.

أما منذر عطفة من مصياف الذي كان ينتظر موعد المعرض بشهر آب في أواخر السبعينيات فيروي لمراسلة سانا أنه كان يجمع مصروفه مع عدد من الأصدقاء لزيارته والتجول في دمشق القديمة والمتحف واقتناء الكتب من معرض الكتاب الذي كان يقام إلى جانب معرض دمشق الدولي.

وتستعيد سهيلة إبراهيم من وادي العيون التي كانت تقطن في دمشق في سبعينيات القرن الماضي بعضا من ذكرياتها عن زيارة المعرض برفقة الأهل والأصدقاء فتقول: “اشتقنا للفرح أيام الزمن الجميل مع كل الطقوس التي كانت ترافق زيارتنا للمعرض حيث كنا نقضي أجمل اللحظات على كتف نهر بردى وذلك بعد أن نتجول في الأجنحة التي كانت تبهرنا بكل ما هو جديد”.

ويستذكر خالد السيجري من سلمية زيارته المعرض مع عائلته مسترجعا أيام شبابه وذكرياته كما يصفها بأيام البساطة ولمة العائلة عندما كانوا يستعدون للذهاب إلى المعرض في مكانه القديم بقلب العاصمة محملين بذكريات جميلة عنه وعن دمشق وأهلها متباهيا أمام الأصدقاء برؤية المعرض الذي يسألون عنه بلهفة.

ديار نصر وسهاد حسن

 

انظر ايضاً

تأجيل موعد إقامة معرض دمشق الدولي

دمشق-سانا أجلت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية موعد إقامة الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي إلى …