دمشق-سانا
تعزيز حضور المهندس السوري في بلاد الاغتراب وتفعيل التواصل مع الكفاءات السورية في الخارج للاستفادة من خبراتهم بإعادة الإعمار والتنمية داخل البلاد أبرز ما تسعى لتحقيقه رابطة المهندسين السوريين في دولة قطر.
الرابطة التي اعتمدت بقرار رسمي من نقابة المهندسين في سوريا مؤخراً هي أول رابطة في دول الاغتراب تسجل ضمن منظومة النقابة وذلك بعد سلسلة من اللقاءات والتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والإسكان الأمر الذي يسهم في توسيع نطاق عمل النقابة المهني .
التواصل مع الكفاءات السورية في الخارج ضرورة وطنية

وأكد نقيب المهندسين السوريين، المهندس مالك حاج علي، في تصريح خاص لوكالة سانا، أن اعتماد رابطة المهندسين السوريين في دولة قطر يُعد خطوة نوعية نحو تعزيز التواصل مع الكفاءات الوطنية في الخارج، والاستفادة من خبراتهم المتراكمة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا والتخطيط العمراني.
وأوضح حاج علي أن فكرة انشاء الرابطة انطلقت بعد تحرير البلاد من النظام البائد، حين زار عدد من المهندسين السوريين المقيمين في قطر وطنهم، وأبدوا رغبتهم في دعم زملائهم داخل سوريا من خلال نقل الخبرات التي اكتسبوها خلال سنوات عملهم في الخارج، وخاصة بعد انقطاع التواصل المهني خلال فترة الحرب.
وبيّن أن التعاون بدأ فعلياً بتنظيم دورات تدريبية في سوريا بمشاركة مهندسين من قطر، أعقبها دعوة رسمية لزيارة الدوحة، حيث لمس الوفد حرص المهندسين السوريين هناك على العمل ضمن إطار مؤسسي يرتبط بالنقابة الأم، وأضاف: إن النظام الداخلي للنقابة يتيح لأي تجمع مهني سوري في الخارج تشكيل رابطة رسمية تُنتخب إدارتها بإشراف النقابة، وقد تم بالفعل إجراء الانتخابات بالتنسيق مع نقابة المهندسين القطريين، واختيار مجلس إدارة مكوّن من ثلاثة أعضاء يتواصلون مباشرة مع النقابة عبر القنوات الرسمية.
وأشار حاج علي إلى أنه تمت مخاطبة وزارة الخارجية ووزارة الأشغال العامة والإسكان لاعتماد الرابطة بشكل رسمي، وتشكيل لجنة لتسيير الأعمال تضم ثلاثة مهندسين لتكون حلقة وصل دائمة بين النقابة والرابطة في قطر، مؤكداً أن هذه الخطوة تهدف إلى دمج الكفاءات السورية في الخارج ضمن المنظومة الهندسية الوطنية.
كما كشف عن وجود تواصل مع مهندسين سوريين في الولايات المتحدة لتأسيس رابطة مماثلة، مشيراً إلى أن الاجتماعات جارية لوضع الأسس القانونية والنقابية، بما يتيح تبادل الخبرات والمساهمة في تدريب الكوادر وتقديم أفكار مبتكرة لتطوير العمل الهندسي في سوريا.
الرابطة خطوة استراتيجية لحشد الخبرات وإعادة الإعمار

من جهته، اعتبر أمين سر نقابة المهندسين المهندس رصين عصمت أن هذه الخطوة تُعد استراتيجية لحشد الطاقات السورية المنتشرة في الخارج، وتوحيد جهودها في إطار مؤسسي يسهم في دعم مرحلة إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة واسعة في التعاون الهندسي بين النقابة والروابط في الخارج، سواء في مجالات التدريب وتبادل الخبرات أو في استثمار الطاقات السورية في مشاريع إعادة الإعمار، لافتاً إلى أن النقابة تعمل أيضاً على تطوير الكودات والأدلة الهندسية المعتمدة بما يواكب أحدث المعايير.
يُذكر أن رابطة المهندسين السوريين في قطر تأسست عام 2025 بمبادرة من مجموعة من المهندسين السوريين المقيمين في الدوحة، بهدف توحيد جهودهم المهنية ضمن إطار رسمي يرتبط مباشرة بنقابة المهندسين في دمشق، وتشكل حلقة وصل بين المهندسين السوريين في قطر ووطنهم الأم.