نيويورك-سانا
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن الحكومة السورية تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تقسيم سوريا، واستغلال أي أحداث لتمرير أجندات خارجية هدامة، كما تواصل الجهود لحفظ السلم الأهلي وإعادة الاستقرار في البلاد.
وقال السفير الضحاك في بيان تلاه خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا في نيويورك اليوم: “تجدد سوريا مطالبتها مجلس الأمن بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تنتهك سيادتها وتهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي، وإلزام سلطات الاحتلال بسحب قواتها من الأراضي السورية التي توغلت فيها على مدى الأشهر الماضية، وإنهاء احتلالها للجولان السوري”.
الضحاك: الحكومة السورية تواصل جهودها لإعادة الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع المعيشية
وأضاف الضحاك: “تواصل الحكومة السورية جهودها لإعادة الأمن والاستقرار، وتحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية للسوريين في مختلف أنحاء البلاد، ومعالجة التحديات المتشابكة التي تعترضها، وذلك بعد سنوات طويلة من الحرب التي أرهقت الشعب السوري، وأضعفت مقدراته، ودمرت البنى التحتية واقتصاد البلاد، وخلفت معاناة أليمة طالت السوريين جميعاً”.
وتابع الضحاك: “لقد شهدت الفترة الماضية اتخاذ خطوات عملية على درب التعافي، وإرساء أسس الشراكات الاقتصادية الواعدة، من شأنها دفع عجلة الاقتصاد، وإعادة الإعمار، والمضي قدماً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتتطلع سوريا لاستمرار الانخراط الدولي الإيجابي والدعم البنّاء لها ولشعبها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد”.
وقال الضحاك: “إن الجهود الوطنية لا تزال تصطدم بجملة من التحديات المعقدة التي تلقي بآثارها وانعكاساتها السلبية على الواقع السوري، وفي مقدمتها السياسات الإسرائيلية العدوانية القائمة على انتهاك سيادة سوريا، والتوغل العسكري في أراضيها، وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق أهلها، والسعي لإضعاف الدولة السورية، وضرب وحدتها الوطنية، من خلال الاعتداءات المباشرة تارة، وإشعال نار الفتنة وتأجيج التوترات تارة أخرى، وكل ذلك بهدف فرض واقع احتلالي جديد يتماهى ومخططات كيان الاحتلال الاستعمارية التوسعية التي تمثل انتهاكاً صارخاً وخطيراً لقواعد القانون الدولي، ولأسس العلاقات الدولية المستقرة، وتهديداً مباشراً لسيادة الدول، والأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
الضحاك: سوريا تجدد مطالبتها مجلس الأمن بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها
وأضاف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة: “تجدد سوريا مطالبتها مجلس الأمن بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، وإلزام سلطات الاحتلال بسحب قواتها من الأراضي السورية التي توغلت فيها على مدى الأشهر الماضية، وإنهاء احتلالها للجولان السوري وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات 242 و338 و497”.
وتابع الضحاك: “نأسف لخلو البيان الرئاسي الذي اعتمده مجلس الأمن في العاشر من الشهر الجاري من أي إدانة للاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على محيط القصر الرئاسي، ومقر هيئة
الأركان في دمشق”.
وأردف الضحاك: “في ضوء إصدار لجنة التحقيق الدولية تقريرها الخاص بالأحداث الأليمة التي شهدتها منطقة الساحل السوري، وجه السيد وزير الخارجية والمغتربين رسالة رسمية إلى السيد رئيس اللجنة، عبّر فيها عن شكره وتقديره للجهود المبذولة في إعداد التقرير، وما تضمنه من نقاط تتسق وخلاصات اللجنة الوطنية المستقلة ذات الصلة”.
وقال الضحاك: “كما أكد وزير الخارجية التزام الحكومة السورية بالشفافية والمساءلة، والتعاون البناء مع المجتمع الدولي، وهو ما تجلى في السماح غير المسبوق لفريق التحقيق بالوصول دون أي قيود إلى المناطق المتأثرة بالعنف، والتعاطي الجاد مع ادعاءات الانتهاكات عبر إجراء التحقيقات وتوقيف عدد من الأشخاص، كما شدد على عزم الحكومة على بناء مؤسسات وطنية قائمة على العدالة وسيادة القانون، ورحب باستنتاج اللجنة بعدم وجود أي سياسة حكومية لارتكاب الجرائم، بل بصدور أوامر لمنعها واستعادة الانضباط، وأشار إلى أن توصيات اللجنة، إلى جانب توصيات اللجنة الوطنية المستقلة، ستشكل خارطة طريق لتعزيز العدالة، ومواصلة تقدم سوريا رغم التحديات، مؤكداً استمرار التعاون مع اللجنة والمجتمع الدولي على أساس الاحترام التام لسيادة سوريا ووحدة أراضيها”.
وقال الضحاك: “في الإطار ذاته، أكد وزير الخارجية أيضاً أن السويداء، بما تحمله من رمزية وطنية وتاريخية كبيرة، وأهلها جزء أصيل من النسيج الوطني السوري، ولا مكان لإقصائهم أو تهميشهم، وأن حمايتهم كانت ولا تزال مسؤولية الدولة أولاً وأخيراً، وأن ما شهدته المحافظة من أحداث دامية مؤلمة ومدانة، كان نتيجة لمحاولات إسرائيل الرامية لإشعال الفتنة وزعزعة استقرار
البلاد”.
وأضاف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة: “تتواصل اليوم جهود حفظ السلم الأهلي، وإعادة الاستقرار، وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية لجميع المتضررين، بالتعاون مع الوكالات الأممية والشركاء الإنسانيين، وقد تم تسيير العديد من قوافل المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري إلى درعا والسويداء، كما تم تيسير زيارات لوفود أممية إلى تلك المناطق لتقييم الاحتياجات والعمل على تلبيتها”.
وتابع الضحاك: “تجلت هذه الجهود أيضاً في أوجه أخرى، كان من بينها الاجتماع السوري الأردني الأمريكي المشترك الذي استضافته المملكة الأردنية الهاشمية، لبحث الأوضاع في سوريا، وسبل دعم عملية إعادة البناء على الأسس التي تضمن أمن واستقرار سوريا وسيادتها ووحدتها، وتحقيق تطلعات شعبها”.
ولفت الضحاك إلى أن المجتمعين شددوا على ضرورة تغليب لغة العقل والحوار، ورفض التدخلات الخارجية الهدامة، ورحبوا بالتزام الحكومة بإجراء التحقيقات الكاملة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات التي وقعت في السويداء، واستعدادها للتعاون مع الهيئات الأممية ذات الصلة، بما يرسخ العدالة ويجبر ضرر الضحايا”.
وقال الضحاك: “إن الحكومة السورية تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تقسيم سوريا، أو استغلال أي أحداث لتمرير أجندات خارجية هدامة، كما تؤكد رفضها لأي خطوات أحادية لا تسهم في رأب الصدع وتحقيق المصالحة الوطنية، ولا تنسجم مع سيادة البلاد ووحدة وسلامة أراضيها”.
الضحاك: أبواب الحوار الوطني السوري السوري كانت وستبقى مفتوحة
وأضاف الضحاك: “تشدد الحكومة السورية على أن أبواب الحوار الوطني السوري السوري، كانت وستبقى مفتوحة لكل من يريد حواراً جاداً وعملاً مشتركاً، يهدف للوصول بسوريا إلى مستقبل أفضل، يليق بكل أبنائها دون استثناء”.
وقال الضحاك: “لا تزال عيون السوريين ترنو إلى المجتمع الدولي لتقديم الدعم في المجالين الإنساني والتنموي، بما يحقق آمالهم في تجسيد نقلة نوعية في الواقع المعيشي، والحد من المعاناة والافتقار الشديد للخدمات الأساسية، وكذلك التعامل مع التحديات الناجمة عن الآثار الخطيرة لتغير المناخ، بما فيها الحرائق التي عادت للاشتعال مجدداً في مناطق مختلفة من البلاد، وموجة الجفاف الكارثية التي تحرم السوريين من احتياجاتهم الأساسية من المياه، وتهدد بشكل جدي الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، وقد استمعنا من السيد وكيل الأمين العام، وعدد من الوفود، للانعكاسات الناجمة عن فترة الجفاف، وتراجع المحاصيل الزراعية، والتحديات المترتبة عن ذلك على الأمن الغذائي للسوريين”.
الضحاك: تجاوز التحديات التي تتعرض لها سوريا يتطلب تعزيز التضامن معها.
وأضاف الضحاك: “إن تجاوز التحديات أعلاه، يتطلب تعزيز التضامن مع سوريا، ودعم مختلف القطاعات الحيوية، والعمل الإنساني والتنموي، والوفاء بالتعهدات المعلنة لتمويل خطط الاستجابة الإنسانية، ونسبة التمويل لم تتجاوز حتى الآن ال 14 بالمئة، وقد قارب العام على ربعه الأخير”.
وتابع الضحاك: “نجدد الدعوة لدعم سوريا، والوفاء بالتعهدات المعلنة لتمويل خطط الاستجابة الإنسانية، ورفع ما تبقى من التدابير القسرية، وإغلاق ملف العقوبات بشكل نهائي وكامل، وفي هذا الصدد نشير إلى أهمية دعم مشروع القرار الأمريكي المرتقب في مجلس الأمن، لاستكمال إجراءات الشطب من قوائم جزاءات المجلس”.
وقال الضحاك: “إن سوريا، تشدد على التزامها بالشراكة، ومواصلة التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وقد اطلعنا على بعض مضامين التقييم الإستراتيجي الخاص بدور الأمم المتحدة في سوريا، ونؤكد في هذا الإطار على التعاون القائم مع مكتب المبعوث الأممي السيد غير بيدرسون ووكالات المنظمة، والحاجة الملحة لعمل الفريق الأممي في سوريا، وعلى رأسه المنسق المقيم القادم، بطريقة أكثر تماسكاً وتنسيقاً وفاعلية؛ إذ إن التدخلات المجزأة، والتقييمات المتوازية، وازدواجية الجهود، تنعكس سلباً على كفاءة العمليات الإنسانية، وتحد من النتائج المرجوة منها”.
الضحاك: السوريون كانوا وسيبقون أكبر من أي محاولة لزرع الفتنة أو الانقسام.
وقال الضحاك في ختام كلمته: “إن السوريين كانوا وسيبقون أكبر من أي محاولة لزرع الفتنة أو الانقسام، وهم اليوم أكثر تمسكاً بانتمائهم الوطني، ويتطلعون لطي صفحة الآلام والمعاناة، وصنع مستقبل وطنهم، وستبقى سوريا، رغم المحن، موحدة بأبنائها، فخورة بتنوعها، متمسكة بسيادتها، وستمضي نحو مستقبلٍ مشرق، يُبنى بأيدي جميع السوريين، ولجميع السوريين: نساءً ورجالاً، شباباً وشابات”.
