ريف دمشق-سانا
لم يقتصر المعرض العسكري للثورة السورية في مدينة المعارض بريف دمشق على عرض المعدات والآليات التي استخدمها الثوار خلال سنوات المواجهة مع النظام البائد، بل قدّم إضافة نوعية لزوّاره عبر إنشاء ممرّ زمني يوثّق مراحل الثورة منذ انطلاقتها الأولى عام 2011، وحتى يوم التحرير في 8 كانون الأول 2024.
الممر لم يصمَم ليكون مجرّد وسيلة عرض، بل ليعمل كرحلة شعورية وذاكرة تعيد الزائر إلى أبرز اللحظات التي شكلت الوعي الجمعي للسوريين خلال مسار الثورة.
سرد بصري متتابع

المسؤول عن تشغيل الممر، محمد كنين، أوضح أن الفكرة اعتمدت على سرد بصري متتابع يعرض على الأرض بشكل يتيح للزائر القراءة خطوة بخطوة، وتظهر على المسار عبارات قصيرة لكنها عميقة الدلالة، مثل: “بدأت سلمية”، “قمع وتنكيل”، “صمود”، “كفاح مسلح”، وصولًا إلى “يوم التحرير”.
ويضيف كنين: إن هذا التدرج الزمني تمّت دراسته بعناية ليشكل خلاصة مكثفة لمسار استمر أربعة عشر عاما، وليقدم خلال خمس دقائق فقط ملخصاً بصرياً يعيد رسم صورة الثورة منذ لحظة ولادتها وحتى اكتمال أهدافها.
أهمية الجانب البصري

حول بدايات المشروع، يوضح كنين أن فكرة الممر جاءت من الحاجة إلى إيجاد طريقة تسمح للزائر متابعة مسار الأحداث بشكل واضح ومنظم، دون الحاجة إلى قراءة مطولة أو متابعة شروحات كثيرة، فالمشهد البصري المباشر يترك أثراً مختلفاً، ويتيح للمتلقي فهم التطور الزمني للثورة عبر عبارات محملة بالدلالات.
وفيما يتعلق بالجانب الفني للعرض، فقد تولته فرق متخصصة في وزارة الدفاع ونجحت، بالتعاون مع مجموعة من الشباب، في تحويل الفكرة إلى واقع ملموس، مستخدمة تقنيات عرض ضوئية تضمن وضوح الرسائل وسلاسة انتقالها، وفق ما أوضح كنين.
جهد توثيقي للحفاظ على تسلسل الأحداث
تكمن أهمية هذا المعرض بحسب كنين، في كونه جهداً توثيقياً يسعى للحفاظ على تسلسل الأحداث كما عاشها السوريون، بحيث تروى للأجيال القادمة بطريقة مرتبة ودقيقة، فالكثير من التفاصيل التي تبدو مألوفة لدى البعض، تحتاج إلى تثبيت وتوثيق وسرد منظم كي لا تذوب مع مرور الزمن، لافتاً إلى أن الممر الزمني يمنح زواره فرصة للتأمل في مسار طويل من التضحيات والصمود، ويقدم صورة شاملة تختصر تاريخ الثورة ضمن تجربة بصرية وإنسانية متكاملة.
وتستمر فعاليات المعرض العسكري للثورة السورية الذي تنظمه وزارة الدفاع على أرض مدينة المعارض بريف دمشق احتفاء بذكرى التحرير حتى العاشر من الشهر الجاري، ويستقبل زواره من الساعة الـ 11 صباحاً حتى الثامنة مساءً، مع توفير وسائل نقل مجانية على مدار الساعة طيلة أيامه، من البرامكة أمام وكالة سانا، وساحة العباسيين في مدينة دمشق إلى مدينة المعارض.