حمص-سانا
اختُتمت في مدينة حمص اليوم فعاليات مهرجان السلام، بعد عشرة أيام حافلة بالأنشطة المجتمعية والثقافية والإنسانية، التي أبرزت قيم التعاون والتكافل، وبمشاركة واسعة من الجمعيات الأهلية والفرق التطوعية.
تميزت الفعاليات بحضور كبير من الأهالي والمختصين في الشأن الثقافي والاجتماعي، وسط أجواء مفعمة بالحيوية وتنوع المبادرات، وشهد اليوم الأخير مجموعة من الأنشطة المميزة، من بينها مسابقات نظمتها جمعية خالد بن الوليد الخيرية، وتوزيع الهدايا على الأطفال والمشاركين، إضافة إلى عرض تعريفي لجمعية شعاع الأمل الخيرية الذي سلّط الضوء على برامجها في دعم الأسر المحتاجة وتمكينها.
كما تضمنت فعاليات اليوم الأخير تقديم مسرحية “كسر قيد” من إخراج جود سليمان، وتكريم الإعلاميين المتطوعين الذين ساهموا في تغطية فعاليات المهرجان بشكل يومي، فضلاً عن تكريم عمال النظافة تقديراً لدورهم في الحفاظ على بيئة الأنشطة.
المهرجان نموذج عملي للتعاون الأهلي
مدير المهرجان، نور قبجي، أشار في تصريح لمراسلة سانا إلى أن هذه التجربة نجحت في جمع شرائح المجتمع المختلفة تحت مظلة واحدة تمثل السلام والمحبة، وأكد أن المهرجان خلال فترة انعقاده قدم نموذجاً عملياً للتعاون الأهلي ورؤية الشباب الحريصة على إطلاق مبادرات ثقافية واجتماعية هادفة، كما أبدى فخره بالدور الإنساني الذي أظهرته مدينة حمص، التي كانت ولا تزال رمزاً للتنوع والسلام.
ومن منسقي المهرجان أنور الأحمد أوضح أن الأنشطة اليومية كانت غنيّة شملت مجالات فنية وثقافية وتطوعية، مشيداً بالدور الذي لعبه المهرجان في تقديم صورة مشرقة عن حمص كمدينة تعكس الحياة والسلام، وفتح الطريق أمام انطلاق مبادرات جديدة تعزز قيم التعاون والعمل الجماعي.
وقدم فريق “يلّا سوريا” خلال المهرجان عرضاً توعوياً حمل رسالة إنسانية تتناول معاناة أهالي الشمال السوري والحاجة إلى إعادتهم إلى منازلهم وتأمين الظروف اللازمة لعيش كريم والعمل على تفعيل دورهم في جهود إعادة الإعمار.
وأوضح حسن الأسمر، قائد الفريق في حمص، أن مشاركة الفريق جاءت لتسليط الضوء على هذا الجانب الإنساني ودعوة المنظمات المحلية والدولية إلى تسريع عمليات الإعمار وتهيئة الظروف المناسبة لعودة العائلات المهجرة، مشيراً إلى أهمية تعزيز الأمل والتكاتف لتجاوز المحنة.
اختتم المهرجان بالإعلان عن نتائج مسابقة الأفلام الوثائقية التي شارك فيها 21 فيلماً على مدار ثلاثة أيام، حصل فيلم “حلم” للمخرج مهند الحمود على المركز الأول، بينما جاء فيلم “سجن تدمر” لوسام عوض في المركز الثاني، وفيلم “هوية منسية” لحسان دلة في المركز الثالث.
أكد مهرجان السلام خلال أيامه العشرة رؤيته المجتمعية التي تجمع بين الإبداع والعمل الإنساني، مساهماً في إبراز الدور الثقافي والاجتماعي لمدينة حمص، ومؤكداً أنها مدينة تزدهر بالمحبة والتآخي، وأن السلام هو الطريق نحو الاستقرار والتنمية.
