دمشق-سانا
تراجع حاد أصاب قطاع تربية النحل في سوريا خلال السنوات الماضية نتيجة الظروف المناخية القاسية من جفافٍ وصقيعٍ وارتفاعٍ في درجات الحرارة، ونقص في الغطاء النباتي، ما انعكس سلباً على الوضع الاقتصادي للكثير من الأسر الريفية التي تعتمد على تربية النحل كمصدر للدخل، فضلاً عن تداعيات ذلك على القطاع البيئي حيث يلعب النحل دوراً حيوياً في تلقيح النباتات وتحقيق التوازن.
وانطلاقاً من أهمية هذا القطاع الاقتصادية والبيئية، وضعت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي خطة متكاملة لدعم المربين، وتحسين سلالات النحل، لزيادة الإنتاج وتحسين جودته، تقوم على برامج رئيسية هي:
- تحسين وتطوير سلالة النحلة العسلية البلدية السورية المتميزة بقدرتها العالية على مقاومة الأمراض وتكيفها مع الظروف المحلية.
- تطوير البنى التحتية لمراكز تربية النحل بالمحافظات.
- تنظيم وتنمية المراعي النحلية لضمان توافر مصادر غذائية متنوعة للنحل على مدار العام.
- تطوير صناعة العسل وتشجيع الاستثمار.
- تطوير الخدمات الإرشادية والبحث العلمي لتزويد المربين بالمعلومات الحديثة.
كما تعمل الوزارة على دعم تسويق العسل السوري عبر تنظيم المعارض والمهرجانات، وتشجيع زراعة النباتات الرحيقية المناسبة للبيئة السورية، وتوفير شتولها بأسعار رمزية للمربين.
شراكات داعمة
وتعمل عدة جهات اعتبارية في دعم وتطوير قطاع تربية النحل في سوريا، منها لجنة النحالين في نقابة المهندسين الزراعيين، ولجنة النحالين في اتحاد الغرف الزراعية، ولجان النحالين في اتحاد الفلاحين، ولجنة النحل في نقابة الأطباء البيطريين، واتحاد النحالين العرب – أمانة سوريا، وبرنامج النحل في منظمة أكساد.
الوقاية من الأمراض والحفاظ على السلالات
وأشارت رئيسة دائرة النحل والحرير في وزارة الزراعة إيمان رستم في تصريح لمراسلة سانا إلى أن الوزارة تقدم الدعم الفني للمربين للتقليل من آثار التغيرات المناخية والحفاظ على مناحلهم، من خلال تأمين المشارب وتظليل الخلايا صيفاً، وإجراء الكشف الدوري على الطوائف والوقاية من الآفات، ومكافحة الأمراض، والحفاظ على المخزون الغذائي، وتنفيذ برامج ترحيل المناحل، ومكافحة الأعشاب الجافة وترطيب أرضية المنحل.
ولفتت رستم إلى أن رعاية وتطوير تربية النحل واجب وطني ومسؤولية اجتماعية، إذ أن غياب هذه الكائنات سيؤدي إلى خلل في النظام البيئي والإنتاج الزراعي، فالنحل ليس مجرد مصدر للعسل، بل ركيزة أساسية في الأمن الغذائي والتوازن البيئي، مما يستدعي استمرار الاهتمام به وتطويره.