دمشق-سانا
قدمت الفرقة السورية للفنون المسرحية مساء اليوم العرض المسرحي بعنوان “بانتظار إسماعيل”، تأليف وإخراج غزوان قهوجي على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، ضمن فعاليات احتفالية وزارة الثقافة بالذكرى الأولى لتحرير سوريا، وسط حضور واسع من عشاق المسرح والفنون.
تجسيد إنساني لفكرة الانتظار والأمل

العمل مستوحى من مسرحية “الجنة تفتح أبوابها متأخراً” للكاتب فلاح شاكر، ويشتمل على قصائد للشاعرَين أنس الدغيم وحذيفة العرجي، فجاء العرض برؤية درامية وشعرية تحتفي بالإنسان وقدرته على تجاوز الألم بالأمل، مع إعادة الاعتبار للمسرح الوطني كمساحة للحوار والتنوير بعد انتصار الثورة السورية.

وأوضح المخرج قهوجي في تصريح لـ سانا أن العرض يتناول موضوع المغيبين قسراً، أحد الملفات المؤلمة للثورة السورية، وقال: “نروي من خلاله سنوات الثورة وفرحة التحرير، ونسعى لترسيخ العدالة الانتقالية عبر دعوة للملمة الجراح والسلم الأهلي”.

وأضاف قهوجي: “تقديم العرض ضمن احتفالية وزارة الثقافة يؤكد حيوية المسرح السوري ودوره في التعبير عن قيم التحرير والبناء، لأن الخشبة ستظل مساحة مفتوحة للاحتفاء بالحياة والإنسان”.
وأشار إلى أن عدد المغيبين قسراً في سوريا يتجاوز 180 ألف شخص، مبيناً أن هذا الرقم يمثل أسماء وأسر وأرواح فقدت في مواجهة مجهولة، وأن شخصية إسماعيل تجسد حكايات العائلات المنتظرة، البيوت الفارغة، الأطفال الذين كبروا بلا آباء أو أخوة، والأحلام الضائعة التي لم تتحقق.
طاقم فني يجمع الخبرة والشباب

شارك في أداء المسرحية الممثلون ربى طعمة، محمد إيتوني، ساطع ياسين، عبود الشامي، إلى جانب مجموعة من الشباب الذين قدموا أداءً مفعماً بالحس الإنساني والانتماء للمكان.
واستطاع الفريق خلال 45 دقيقة أن يقدم تجربة بصرية ودرامية تعتمد على التجريب عبر التكوينات الحركية والإضاءة والموسيقا والغناء، لتجسيد فكرة الانتظار بوصفها رحلة بحث عن العدالة والسلام الداخلي.
جمهور متفاعل ورسالة وطنية

حظي العرض بتفاعل الجمهور الذي ملأ مقاعد المسرح، وأشاد بالقصّة والأداء والرؤية الإخراجية، مؤكدين أن المسرح السوري ما يزال قادراً على تجديد نفسه واستلهام قضاياه من الواقع بروح فنية عالية.
المسرح السوري.. منبر للوعي والجمال
تواصل وزارة الثقافة عبر هذه الفعاليات برنامجها الفني والفكري احتفاءً بالذكرى الأولى لتحرير سوريا، ما يكرّس دور الفن والثقافة في تجديد الوعي الوطني وبناء المستقبل بثقة وأمل.
الفرقة السورية للفنون المسرحية ومسيرة غزوان قهوجي

تُعد الفرقة السورية للفنون المسرحية من الفرق المستقلة التي تعمل بالتعاون مع وزارة الثقافة، بهدف تقديم أعمال تنطلق من الواقع السوري وتعالج قضاياه الاجتماعية والإنسانية بلغة فنية معاصرة، كما تهدف لتطوير تقنيات الأداء المسرحي وصقل مهارات الطاقات الشابة عبر ورش وتدريبات مستمرة.
أما المخرج غزوان قهوجي، فهو من الأسماء البارزة في الساحة المسرحية السورية، وقدّم خلال سنوات عدداً من العروض التي تجمع بين الرمزية الفكرية والتعبير الجمالي، مع التركيز على جعل المسرح مساحة للتنوير والحوار.