احتفالية ثقافية وفكرية بدمشق تستعيد ذكرى صلاح الدين الأيوبي

الاحتفالية التي احتفت بصلاح الدين لا بصفته كقائد حرب بل كرمز خالد للإنسانية و العلم والرحمة، حملت عنوان ” صلاح الدين.. فكر ينهض بالأمة”، وبدأت بمحاضرة ألقاها أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة دمشق عمار النهار، قدم فيها لمحة عن فكر صلاح الدين التربوي والاجتماعي والاقتصادي والإداري، حيث أوضح أن انتصاراته العسكرية تعود لإنجازاته ذات الطابع الإداري، حيث استطاع بناء دولة ذات نسيج اجتماعي وإداري متماسك.

ثم استمع الحضور إلى محاضرة ثانية من أستاذ التربية هيثم عبد الله أضاء خلالها على نهج صلاح الدين في صناعة الإنسان، جعلت منه مربياً قبل أن يكون قائداً، من إدراكه أن التربية هي أساس نهضة الأمم، حيث كان يرى أن الأمة تقام بالإيمان والعلم والأخلاق، ولهذا بدأ مشروعه الإصلاحي من بناء المدارس والمساجد، واهتم بتعليم الفقه والحديث وعلوم اللغة، حتى غدت الدولة في عهده منارة للعلم والعلماء، فضلاً عن مزاياه الأخلاقية وصفاته الشخصية، حيث كان ورعاً زاهداً كريم النفس، وجسد قيم التواضع والصدق والعدل.

كما تضمنت الاحتفالية تقديم مشاهد مسرحية حوارية بعنوان” الرحمة فوق السيف” لخصت معاني العفو عند المقدرة، تحكي قصة ابن أسير حرب يطلب من صلاح الدين إطلاق سراح والده، فيخلي سبيله رغم ما ألحق به من أذى، في دلالة على أن القوة في الرحمة لا بالقتل.