دمشق-سانا
ضمن جهود تعزيز أواصر الأسرة وتقوية دورها في المجتمع، استضاف المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بدمشق اليوم، محاضرة لاستشاري الطب النفسي مأمون المبيض، حول أساليب تدريب الأسرة للحفاظ على سلامتها وتماسكها المجتمعي.
وأكد المبيض في مستهل محاضرته أن الحفاظ على الأسرة مرهون بالتدريب السليم، والذي يشمل كل عناصرها من الأبناء على اختلافهم بالعمر والجنس إلى الوالدين.
أسس الأسرة الناجحة وأهمية التدريب
وأشار المبيض إلى أن الأسرة الناجحة تقوم على الحوار والتشجيع وتعزيز الإيجابية والتقدير والشعور بالقيمة الفردية، إضافة إلى القدرة على التكيف والتواصل الاجتماعي، ووضوح الأدوار الأسرية، وقضاء وقت مشترك بين أبناء الأسرة.
ودعا المحاضر الوالدين إلى التزود بالكتب المتعلقة بأساليب التربية والتنشئة، وتوجيه الأطفال منذ الطفولة حتى الشباب وفق أسس علمية وتربوية راسخة، وشدد على أن بداية التربية الناجحة تكمن في القراءة والمعرفة، انطلاقاً من قوله تعالى: (اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم).

وتوقف المبيض عند نظرة المجتمعات الغربية لأهمية دور الوالدين في تربية جيل متوازن، من خلال وضع قوانين تحاسب الأهل على تقصيرهم في تربية الأبناء أو سلوكهم المدرسي.
صفات المربي الناجح
وتطرّق المبيض إلى صفات المربي الناجح، ومنها الصبر والرغبة في التعلم واكتساب الخبرة، والشعور بالمسؤولية، وتفهم احتياجات الطفل وامتلاك مهارات الرعاية والمعرفة الجيدة بسلوكه، إلى جانب توفير فرص تعلم مناسبة له ومساعدته على الاندماج مع الآخرين، مؤكداً أن المرأة والأسرة والطفولة يشكلون ركائز أي مجتمع ناجح.
تأثير التدريب على الأطفال
وذكر المبيض أن تدريب الوالدين ينعكس على العلاقة الزوجية ويسهم في الحد من السلوك العدواني واللااجتماعي، من خلال تنمية فهم العواطف وتعلم المهارات السلوكية، مضيفاً: إن التدريب أثبت فعاليته في التعامل مع الأطفال ذوي فرط الحركة، وتحسين مستوى الحوار الأسري، والتوفير الاقتصادي، وبناء مجتمع أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً.
وعدد المبيض أدوات التدريب الأسري والتي تشمل الانتباه لسلوكيات الأبناء وتخصيص وقت للعب معهم وتشجيعهم، مع اعتماد نظام المكافآت، واستخدام أسلوب التجاهل الفعّال للحد من المشكلات، وتدريب الأبناء على حل المشكلات، مؤكداً أهمية اللعب في تخفيف القلق عند الطفل، والمساهمة في نموه النفسي والاجتماعي، وخصوصاً في بداية عمره.
نبذة عن المحاضر
الدكتور مأمون المبيّض استشاري بالطب النفسي، من مواليد دمشق، درس الطب في جامعتها، ثم تخصص بالطب النفسي في أيرلندا، ويعمل في قطر حالياً، له العديد من المؤلفات التي تركز على الصحة النفسية، والأسرة، وتربية الأطفال منها، الذكاء العاطفي والصحة العاطفية، وأولادنا من الطفولة إلى الشباب، ولديه أكثر من 40 عاماً في العلاج والمتابعة النفسية، وتتركز اهتماماته على علاج الصدمات النفسية (الحرب، الكوارث الطبيعية، إلخ)، والوعي والتثقيف النفسي في المجتمع.



