دمشق -سانا
وقّع القاص عبد الله نفاخ مجموعته القصصية الجديدة “التوق إلى الفردوس”، في حفل استضافه المركز الثقافي بالمزة في دمشق، وشهد مداخلات وآراء نقدية من أدباء ونقاد.
27 قصة قصيرة
واتسمت هذه المجموعة للقاص نفاخ بسرد أدبي متماسك مع جزالة في المعنى، وجاء الحوار في القصص الـ 27 التي ضمتها المجموعة على لسان الشخصيات الأساسية والثانوية، بينما بنى القاص هيكلة القصص على المشكلة التي تتصاعد حبكتها، ليصل بها إلى الذروة قبل أن ينتهي بعضها بالحل، بينما تبقى نهايات كثير منها مفتوحة للقارئ.

وعبّرت القصص القصيرة عموماً عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية القاسية التي انعكست على كل طبقات المجتمع بسبب النظام البائد، حيث وظّف فيها نفاخ تارةً اللغة الساخرة والمتهكمة وتارةً الجدية، كما حمل عنوان إحدى القصص إشارة إلى غاية الخلاص والانفراج الذي اشتاق له المواطن السوري وخاصةً في آخر سنتين قبل التحرير.
ثلاثة أنواع أدبية لقصص المجموعة
وخلال القراءة النقدية في الندوة التي أدارتها إيمان بركات، قال الأديب عماد ندّاف: إنه رغم جاذبية الحدث في بعض القصص كما في قصة /لا تتدخل/ إلا أنها تقفز عنه في النهاية، ونجد تراجعاً في السوية القصصية، مقابل وضع فكرة مسبقة لعنوانها، إلا أن هذا لا يدفعنا لترك قراءة باقي القصص الممتعة، كما في قصة /رسول التقنين/ التي تحمل فكرةً متقنة تحفز على الاستمرار لنستمتع بالنهاية الحميمية كقصة درامية.

وبناءً عليه، صنّف نداف قصص /التوق إلى الفردوس/ ضمن ثلاثة أنواع: أولها الذي يعتمد اللغة والأسلوب ويدل على المهارة في الكتابة ويحقق متعة القراءة، والقصص القصيرة جداً والتي جاءت بالقليل المعبر في سياقها دون تصنيف نوعي، وثالثها القصص العادية التي قد تصلح لخاطرة.
وعلى أساس قصة /لم تنسه زاويته/ دعا نداف إلى الاهتمام بموضوع القصة الدينية باعتبارها نوعاً جديراً بالإضاءة عليه، وضرورة التركيز عليه كفنٍ قصصي مكتمل.
آراء نقدية متباينة
أما الأديب حسام خضور فتطرق إلى بعض الخلل الفني في المجموعة، من ناحية علامات الترقيم، وضرورة الاهتمام بها، لتقديم النصوص برشاقة أكثر.
بينما لفت مدير دار توتول الأديب محمد طاهر إلى تنوع أسلوب نفاخ ما بين الساخر والعاطفي بهدف معين، كما نوه القاضي المستشار رشيد موعد بسلاسة السرد القصصي في هذه المجموعة.
من هو عبد الله نفاخ
نفاخ هو مدرس لغة عربية ويعمل في البحث العلمي والتحقيق اللغوي وتحليل النصوص، والمجموعة هي المولود الأدبي الرابع له بعد مجموعتين ورواية.
يُشار إلى أن المجموعة صدرت عن دار توتول للطباعة والنشر والتوزيع.
