دمشق-سانا
ضمت الفسحة السماوية لبيت فارحي أحد أعرق بيوت دمشق القديمة، فعالية “لسه الأغاني ممكنة” لكورال غاردينيا، بجلسة سادت فيها أجواء الألفة بين الحضور الذين تحلقوا حول بحرة هذا البيت الدمشقي، لسماع باقة من أجمل الأغاني.
وفي مستهل الحفل أقام كورال غاردينيا في بادرة غير مسبوقة، تدريباً عملياً للحضور على التمارين الصوتية واحتباس النفس العميق بتفاعل كبير من الجميع، ما أضفى أجواء المتعة والفرح على الجلسة.
أغاني الشيخ إمام وفهد يكن

وبعد ذلك راح الجميع ينشدون بصوت واحد أغاني موغلة في الوجدان، من أغنية “أهو ده اللي صار” للشيخ إمام، ثم “ولاد الأرض السمرا” لفهد يكن التي تأرجحت بين المستوى الهادئ والأقوى.
أما الأغنية التي ملأت الأجواء بالحماسة فكانت “علّي صوتك بالغنا” لمحمد منير، حيث كانت دعوة صريحة لكل الناس للمشاركة في الغناء والفرح، وكان هناك حضور لذكرى الأخوين رحباني في الحفل بأغنية “رح نبقى سوا”.
مديرة كورال غاردينيا سفانة بقلة أوضحت لمراسلة سانا أن فعالية اليوم أقيمت برعاية جمعية تناغم غاردينيا الرديف للكورال، التي تضم تقدم ألوان التراث، مؤكدة أهمية إقامة هذه الفعاليات بهدف تعريف الناس بثقافة الموسيقا وبأسلوب الغناء الجماعي.
تدريب الحضور على الأداء

وأشارت بقلة إلى أنها المرة الأولى التي تقام فيها فعالية غنائية تشمل تدريب الحاضرين على الأداء، ما يشير إلى أن الحركة الثقافية والفنية في البلاد تسير بخطى واثقة إلى الأمام، معبرة عن سعادتها بالإقبال الكبير على حضور الحفل وعن رغبتها بتكرار وإقامة المزيد من الفعاليات في دمشق وسائر المحافظات.
وأكدت بقلة أن الموسيقا تمثل نشاطاً دماغياً مماثلاً للرياضيات، حيث يتم خلال التدريب والغناء تحفيز خلايا الدماغ للحد الأقصى، وأن الإنسان عندما يقوم بتأدية الغناء يتفاعل بجسده كاملاً، ما يجعل من هذه الهواية رياضة جسدية ودماغية وروحية في آن واحد.
تعزيز روح المشاركة
بدورها، كاتبة قصص الأطفال نغم القصير ذكرت أن حفل اليوم يعزز روح المشاركة بين أطياف المجتمع كله ويغني الروابط الاجتماعية للفرد، مشيرة إلى أن هذا النوع من الفعاليات الفنية يظهر أننا نستطيع مواجهة عقبات الحياة بالفن.
أما مدربة اليوغا والدعم النفسي نجوى مجقان فقالت: إن الإنسان السوري يشعر الآن وعن طريق إقامة هذه الفعاليات الفنية الممتعة أنه يحيا من جديد بعد كل ما عاناه، وأن من حقه أن يفرح ويغني ويعبر عن مكنونات ذاته بحرية، معربة عن سعادتها بهذه الخطوات الثقافية الجديدة التي يتبناها المجتمع الأهلي في بلادنا وبشكل طوعي.
يذكر أن كورال ” غاردينيا” فرقة للغناء الجماعي، تأسس عام 2016 يتألف من عشرين مغنية إضافة إلى عدد منن العازفين، يُعنى بإحياء أعمال من الزمن الجميل وتقديم أغانٍ ذات صلة بالقضايا الإنسانية.

