دمشق-سانا
اختتمت في سينما كندي بدمشق فعاليات تظاهرة سينما الثورة السورية بعرض الفيلم الوثائقي الطويل “التغريبة السورية” للمخرج نزار الحصان، الذي قدم تجربة سينمائية إنسانية وفنية وثقت من خلال عيون الأطفال مأساة الحرب التي شنها النظام البائد على الشعب السوري.
واعتمد الفيلم بشكل أساسي على لقاءات مع 12 طفلاً، عبروا عن مخاوفهم وذكرياتهم المؤلمة وأحلامهم المؤجلة جراء مشاعر الخوف ومعاناة النزوح.
وضم الفيلم شهادات حية من شخصيات مؤثرة بالحراك الثوري من رزان زيتونة، عبد العزيز الخير، مي سكاف، الأب باولو، وإقبال الأطرش، وغيرهم، الذين سردوا أحداث الثورة من زوايا إنسانية مختلفة تكشف عمق الألم والصراع.
سرد بصري مبتكر ومؤثر
استخدم المخرج نزار الحصان تقنيات بصرية مبتكرة، منها تحريك رسومات الأطفال المرسومة بالأبيض والأسود والأحمر، عبر أسلوب /أنيميشن/ تداخل مع الواقع واللوحات الفنية، مدعوماً بمؤثرات صوتية وموسيقا خلفية لتعزيز التأثير العاطفي.

وشمل العمل لوحات تشكيلية مميزة لفنانين سوريين وعالميين، مثل لؤي كيالي، إسماعيل شموط، برهان كركوتلي، إلى جانب أعمال فرانشيسكو غويا، بابلو بيكاسو، وإدفارد مونك، ما أعطى العمل بعدًا فنيًا يثري التعبير عن معاناة السوريين.
توثيق معاناة واقعية
وشمل الفيلم مشاهد حقيقية توثق بداية الحراك الثوري وقمع التظاهرات السلمية، وقصف الأبنية المدنية من قبل قوات وطيران النظام البائد، ورحلة اللجوء الخطيرة التي خاضها السوريون عبر البر والبحر، مع تسليط الضوء على المخاطر النفسية للأطفال الذين عاشوا هذه التجارب القاسية.
كما احتوى على فواصل ساخرة تسلط الضوء على مواقف أمين عام الأمم المتحدة الأسبق بان كي مون، الذي استمر في التعبير عن قلقه خلال سنوات الثورة السورية، وهي تزف شهداءها.
بطاقة الفيلم والمخرج
يصنف الفيلم من النوع الوثائقي الطويل (71 دقيقة)، ومن إنتاج صناع الحياة للإعلام في فيينا عام 2024، وضمت مواقع التصوير، سوريا، تركيا، اليونان، صربيا، هنغاريا، والنمسا.
نزار الحصان حاصل على ماجستير في الإخراج السينمائي من موسكو، ويقيم في فيينا، وكرّس أعماله لتوثيق قضايا الحرب واللجوء والهوية عبر أفلام قصيرة وعروض مسرحية، إلى جانب عمله الصحفي والكتابي.
ويعد عرض “التغريبة السورية” في ختام تظاهرة سينما الثورة السورية، محطة مهمة تجسد دور السينما الوثائقية في تسليط الضوء على معاناة سوريا وشعبها، وتأثير هذه الأفلام على الأجيال الجديدة، مع الأمل في بناء مستقبل يعمه الأمل والسلام.


