دمشق-سانا
استضاف المركز الثقافي العربي في المزة بدمشق مساء اليوم، محاضرة تراثية عن رواية “زهرة المانوليا في دمشق”، ألقاها الباحث الدكتور أنس تللو، تناول فيها إبداع الأديبة ألفة الإدلبي وروايتها الشهيرة التي تتناول أحداثاً من القرن التاسع عشر، وتعرض جزءاً من الذاكرة الثقافية لدمشق.
ناقش الدكتور تللو في محاضرته الرواية التي تحكي عن أميرة أوروبية قررت السفر إلى دمشق بعد أن سئمت الحياة الملكية في أوروبا، حيث وجدت في الشام الأمان والاستقرار مع رجل من تدمر وعاشت حياة هادئة، وجلبت معها زهرة المانوليا من بلادها وزرعتها في دمشق، فنمت وأصبحت رمزاً للارتباط بين دمشق وزوارها.
ألفة الإدلبي: من البيت إلى الأدب

تطرق الدكتور تللو إلى سيرة الأديبة ألفة الإدلبي (1912 – 2007)، موضحاً أنها لم تبدأ الكتابة إلا بعد سن 35، وأشار إلى أن لزوجها الدكتور حمدي الإدلبي فضلاً كبيراً عليها، حيث شجعها على الكتابة واحتضن موهبتها، وبيّن أن البداية كانت في مسابقة إذاعة لندن في الأربعينيات، حيث فازت بالجائزة الثالثة على مستوى الوطن العربي، مما شجعها على الكتابة، فكتبت بغزارة وصلت إلى 52 كتاباً ورواية.
وفي سياق الحديث عن الأدب والأدباء، أشار الدكتور تللو، إلى أن الموهبة الطاغية مثل التي كانت تمتلكها الإدلبي لا تحتاج إلى صقل مستمر بقدر ما تحتاج إلى بيئة حاضنة، مثل التي كانت توفرها أسرتها، حيث كان تشجيع الزوج والدعم العائلي أساساً في ظهور الموهبة الأدبية للألفة، وإيمان السوريين بالمساواة.
دور المرأة السورية في الأدب والمجتمع

وأكد تللو أن المرأة السورية كانت دوماً جزءاً فعالاً من المجتمع، سواء في بدايات القرن العشرين أو في الوقت الحالي، واعتبر أن الإدلبي تعد نموذجاً للمرأة القادرة على صنع النجاح في مجالات الأدب والثقافة، حيث استطاعت أن تترك بصمة واضحة على الساحة الأدبية.
يشار إلى أن زهرة المانوليا تعد من النباتات الآسيوية، ولكن نموها نجح في دمشق، لتحل دلالات رمزية على قدرة أرض سوريا على احتضان زوارها.