دمشق-سانا
في إطار فعاليات الدورة الـ62 لمعرض دمشق الدولي، يتألق فن الفسيفساء والموزاييك كواحد من أبرز الفنون التطبيقية الزخرفية التي تجسد تراثاً حضارياً عريقاً من خلال مكعبات مزخرفة بألوان طبيعية وصناعية حيث يعرض الحرفيون مهارات يدوية دقيقة تحكي قصة تاريخية تمتد لآلاف السنين، لتزين الجدران والأرضيات برسوم فنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة في مشهد يجسد الهوية الثقافية السورية أمام زوار المعرض المحليين والدوليين.

الحرفية تغريد حميدو تحدثت لوكالة سانا عن فن الفسيفساء والموزاييك قائلة: “هذه الحرفة اليدوية العريقة تعتمد على صناعة مكعبات صغيرة تُستخدم في زخرفة المساحات الأرضية والجدارية، عبر تثبيتها بالبلاط على الأسطح الناعمة، لتشكيل تصاميم متنوعة بألوان مختلفة”.
وأضافت حميدو: إن المهنة تستخدم مواد متعددة مثل الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف، لكنها تعتمد بشكل رئيسي على الرخام الطبيعي الذي تقصّه بأدوات خاصة لتشكيل الأشكال المطلوبة.
وأوضحت أن ألوان الرخام تتنوع بين الطبيعية مثل الرخام الأخضر الهندي، والحجر القرداحي، والرخام الأسود العفريني، وألوان جبال معدرونا، إلى جانب الألوان الصناعية كالرخام الأحمر، مشيرة إلى أنها تستخدم أحياناً حجر البازلت القاسي المستورد من السويداء ودرعا، إضافة إلى أحجار أقل صلابة من حمص وعزاز وعفرين.
وحول مسيرتها المهنية، أكدت حميدو أنها تمارس هذه الحرفة منذ 22 عاماً، وتسعى للحفاظ عليها كتراث حي، مشيرة إلى أن فن الفسيفساء يُصنف ضمن الحرف التقليدية التي تعد جزءاً من التراث الثقافي غير المادي.
وعن المشاركة في معرض دمشق الدولي، أوضحت حميدو أن هذه هي المرة الأولى لها في المعرض الذي يعتبر منصة مهمة بعد مرحلة التحرير حيث يفتح المجال أمام التواصل مع تجار وزوار من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم في توسيع شبكة التعارف وتبادل الخبرات بين الحرفيين من مختلف المناطق العربية.
وأضافت: إن المشاركة وفرت فرصة لعرض منتجاتها على نطاق أوسع، وساعدت في خلق تناغم بين مختلف الفنون اليدوية لتشكيل “لوحة فسيفسائية” تمثل التنوع الجغرافي العربي.
وفيما يخص أبرز أعمالها، بينت حميدو مشاركتها في مشاريع عدة بمحافظة إدلب، منها تصميم لوحتين كبيرتين في ساحة غزة، وإنجاز 50 متراً مربعاً من الفسيفساء على جدران وزارة الإدارة المحلية والخدمات في إدلب سابقاً، بالإضافة إلى تصميم خريطة سوريا وعدد من المواقع الأثرية على جدران المركز الثقافي في إدلب.
يذكر أن معرض دمشق الدولي بدورته الـ62 منح فرصة ذهبية لأصحاب الحرف اليدوية والتقليدية لعرض منتجاتهم والتعريف بها حيث عاد فن الفسيفساء العريق ليبرز من جديد بصورة حديثة تتناسب وروح العصر.

