دمشق-سانا
بعد غياب طويل، زار عازف الكلارينيت السوري العالمي كنان العظمة مسقط رأسه دمشق، حاملاً نغمات أمل ومواساة، مستعيداً تلك الأعمال التي ألفها نصرةً للشعب السوري وهو في غربته، والتي لاقت استحسان وإعجاب الجمهور الغربي الذي تعاطف مع ثورة السوريين المطالبة بالحرية والكرامة.
وفي حوار خاص لـ “سانا” قال العظمة:” لم أتخيل يوماً أنني سأزور دمشق وأعزف مقطوعاتي الموسيقية للشعب السوري التي قدمتها حول العالم، لكنني كنت متفائلاً مستلهماً قول والدي: ‘الظلم لا يدوم، مؤمناً بعودة بلدي مكاناً يُعبّر فيه الناس بحرية.”
وأضاف العظمة.. “عندما قدمت معزوفاتي بدمشق شعرت بوجود المفقودين وعائلاتهم يملأ القاعة، كأن أرواحهم تحيط بنا” مبيناً أن الموسيقا وإن لم تستطع تحرير أحد أو إعادة مفقود، فهي بلسم للروح تمنح عزاءً وتفاؤلاً.
رفض العظمة وصف الفن بالترف في ظل الظروف الصعبة، مؤكداً أن “الفن ضروري لنفكر بوضوح ونركز ونعرف ماذا نريد، لافتاً إلى أنه أداة حيوية للتعبير عن الألم والأمل معاً، وللتواصل.
وجسّدت زيارة كنان العظمة إلى دمشق مع موسيقاه في حزيران الماضي أكثر من مجرد حدث فني، فهي رسالة تضامن عميقة مع ذوي الشهداء والمفقودين، وتحمل محبة كبيرة لوطن أكبر، وإصرار بالوقت ذاته على أن نغمات الأمل تعلو فوق الألم، مع دعوة إلى العمل معاً جميعاً من أجل غدٍ أفضل يُحتضن فيه كل مجروح ليتعافى.
واختتم العظمة حديثه برسالة واضحة تتجاوز الأداء الفني إلى البناء المشترك قائلاً: “نحن هنا من أجل المستقبل، ولنشارك في صُنعه معاً، وخصوصاً عندما نعزف وسط شعبنا، فالفن يمنحنا القوة لنستمر، حاملاً رسالة أمل وتضامن.”
وكنان العظمة عازف كلارينيت سوري وملحن موسيقا معاصرة، من أبرز مقطوعاته التي تناولت الثورة السورية “صباح حزين كل صباح”، “كم سيتطلب الأمر؟”، “نحن جميعاً متفائلون”.