موسم قطاف الزيتون يكسر روتين الحياة لدى الفلاحين بقرى حمص

حمص-سانا

تنطلق مواكب المزارعين في مختلف ارجاء قرى محافظة حمص مع طلوع الفجر نحو اراضيهم لجني محصول الزيتون الذي يوءمل ان يكون وافرا لهذا العام في مشهد اجتماعي يكسر روتين الحياة ويعيد الى القرية وهج الالفة والمحبة الذي يجمع اهل هذه القرى.

وتسير افراد الاسر نحو الحقول راجلة او مستقلة الجرارات الزراعية لتصل في نهاية المطاف الى الارض حيث تنتصب اشجار الزيتون الشامخة مزهوة بحبات الزيتون الاخضر والاسود وتفترش تحتها اغطية قماشية او مايسمى /مشمعات/ تستقبل الحبات المتساقطة مايساعد على جمعها بشكل اسهل.

ويجتمع تحت كل شجرة اربعة او خمسة اشخاص مستخدمين الادوات الخاصة بقطف الزيتون المعروفة باسم /المشاطات/ بينما يقوم القسم الاخر بقطاف الزيتون يدويا والاطفال يساعدون اهلهم ايضا بالتقاط حبات الزيتون المتناثرة حول المشمعات وبعد الانتهاء من قطاف كل شجرة يتم تجميع حباتها في اكياس نايلون او خيش لتمتلىء ثم تنقل مجتمعة نحو المنزل ليتم عصرها في المعاصر .

تغتنم الاسرة في الريف السوري موسم الزيتون الذي عادة ما يبدأ بعد المطرات الاولى من فصل الخريف وغالباً تكون بعد العاشر من شهر تشرين الاول ليكون طقسا من طقوس الالفة والمودة بين ابنائها فيجتمع الجميع لتناول الافطار في ظل شجرة الزيتون متبادلين النكات والذكريات الجميلة التي تذكرهم بايام القرية الجميلة وايام الطفولة وبعضهم يصدح باغان تراثية تتحدث عن الحب والارض والوطن .

واجمل مايميز فطور العائلة في موسم الزيتون البساطة حيث تكون مستحضراته من خيرات القرية فيتضمن مشتقات الحليب من لبنة وشنكليش وبيض ومكدوس ومقبلات بسيطة من بصل وبندورة وعلى رأسها كاس الشاي.

ومع غروب الشمس تعود الاسرة ادراجها نحو البيت لتستريح ولتواصل في اليوم التالي جني ماتبقى من الزيتون وهكذا الى ان ينتهي موسم القطاف.

وعن موسم الزيتون وجماليته وذكرياته تقول /ام وسيم/ من قرية فاحل.. //ان الشيء الجميل الذي ظل وسيظل يجمع العائلة في قرانا هو موسم الزيتون حيث يلتم شمل العائلة ويحل الخير بكل انواعه على الاسرة لكن مواسم الزيتون الاخيرة تختلف عن سابقاتها حيث كان ابناء القرية يساعدون بعضهم تباعا في جني الموسم فيتفرغون لقطاف الزيتون عند من لم ينته منه فيما اليوم تكتفي كل اسرة بقطاف موسمها منفردة  وقلما ان يساعدهم الاخرون بسبب مشاغل الحياة//.

ولايقتصر موسم جني الزيتون على القطاف بل تبدأ مسيرة عصره وتحويله الى زيت حيث تختلف كمية الزيت وكثافته من ارض الى اخرى وكثيرا ما يتفاجأ الفلاحون بهذه النسبة من حيث الارتفاع او الانخفاض وتقضي العائلات الريفية سهراتها بالحديث عن اسعار الزيتون والزيت وكمية الموسم فيما اذا كانت وفيرة ام قليلة وهكذا حتى انقضاء الموسم.

وقدرت مديرية الزراعة بحمص انتاج المحافظة من الزيتون للموسم الزراعي الحالي بنحو 75 الف طن من انتاج الاراضي البعلية والمروية .

واوضحت المهندسة لما قسيس مديرة مكتب الزيتون في المديرية ان المديرية اتخذت كل الاستعدادات لاستقبال المحصول حيث عممت على كل المعاصر الاجراءات الواجب تنفيذها واهمها تصريف مياه الجفت الناتجة عن العصر بعيدا عن مجاري الانهار .

واضافت /قسيس/..//ان /29 /معصرة الية موزعة في مختلف القرى ستقوم بعصر الزيتون وجميعها تعمل بنظام الي حيث تم ايقاف جميع المعاصر التي تعمل بطريقة المكابس// مشيرة الى //ان محصول الزيتون هذا الموسم اقل بكثير من الاعوام الماضية نتيجة الظروف الجوية التي شهدتها المحافظة واثرت بشكل كبيرعلى انتاجية الاشجار//.

حنان سويد