الشريط الإخباري

«غوانتانامو» و «الركبان»!-صحيفة الثورة

تتشارك عدة جهات في مقدمتها الدول المعادية لسورية في استغلال قضية السوريين الفارين من الإرهاب داخل وخارج الوطن.

وتعيد هذه الدول والجهات نفس وسائلها القذرة التي دفعت الكثير من المدنيين السوريين لمغادرة أماكن سكنهم ومنها الترهيب والترغيب والإرهاب ضد هؤلاء المدنيون الذين يرغبون بالعودة الطوعية إلى مناطقهم بعد تحريرها من الإرهاب.‏

هناك الكثير من الأمثلة الصارخة والمخالفة للقانون الدولي وحرية الأشخاص على قيام دول وجهات إقليمية ودولية بمنع السوريين من العودة الطوعية والاستمرار باستغلال قضيتهم لتحقيق أغراض سياسية لا صلة لها بمعاناتهم وتأتي تركيا والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى في مقدمة من يتاجرون بمعاناة اللاجئين والنازحين السوريين.‏

إن أبشع صور استغلال هذه المسألة الإنسانية هو ما تقوم به الولايات المتحدة في مخيم الركبان القريب من قاعدة التنف غير الشرعية حيث تحتجز القوات الأميركية آلاف السوريين في هذا المخيم الذي يشبه إلى حد كبير سجن (غوانتانامو) مع فارق أن السجناء هنا مدنيون مسالمون مهمتهم فقط الرغبة بالعودة إلى مناطقهم التي حررها الجيش السوري من الإرهاب.‏

المعلومات المتوفرة عن الطرق والأساليب القذرة التي تستخدمها القوات الأميركية للإبقاء على هذا السجن الكبير تبدأ بالترهيب والترغيب وتنهي بتشغيل تنظيمات إرهابية في محيط المخيم وتهدد الراغبين بمغادرته يندى لها الجبين وهي وصمة عار بحق المنظمات الدولية التي تعنى باللاجئين وفي مقدمتها المفوضية.‏

إن ما أفشاه الإرهابي الداعشي الذي وقع في قبضة الجيش السوري خلال تحرير مختطفي قرية الشبكي بريف السويداء عن تلقي التنظيم الإرهابي الدعم من قاعدة التنف الأميركية يكشف جانباً من الدور القذر لهذه القاعدة في خطف وتجويع وترهيب وقتل المدنيين السوريين داخل المخيم وخارجه واستغلال معاناتهم.‏

ويأتي ما أعلنه الناطق باسم الخارجية الأردنية عن تركز المباحثات الروسية الأردنية مع الأميركيين حول التفاوض مع الإرهابيين المتوارين في المنطقة المحيطة بقاعدة التنف لتأمين ممر آمن لقاطني المخيم إلى المناطق التي حررها الجيش السوري من الإرهاب ليظهر العلاقة العضوية بين هؤلاء الإرهابيين الذي يحتمون في محيط القاعدة الأميركية بقطر 50 كم ويتولون ترهيب وقتل كل من يحاول مغادرة المخيم.‏

المحاولة الروسية لإنهاء معاناة أهالي المخيم بالتعاون مع الحكومة السورية ليست الأولى وسبقها محاولات عديدة إلا إنها اصطدمت بالعرقلة الأميركية وهو ما يفضح كل الادعاءات الغربية بالحرص على المدنيين السوريين.‏

إن الحكومة السورية مدركة لنوايا الدول التي هزمت أدواتها الإرهابية في سورية ولمحاولات نفاذها الخبيثة إلى العملية السياسة بالقيادة السورية وفي نفس الوقت تعي أهمية عودة السوريين لإعادة بناء وطنهم وتتخذ كل القرارات في سبيل ذلك وتتعامل مع هذا الواقع بما يكفل إفشال نوايا المتاجرين بهذه القضية الإنسانية.‏

بقلم : أحمد ضوا

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني