الشريط الإخباري

شرق الفرات وتقييم الواقع الجديد- بقلم أحمد ضوا

لم يعد سراً قيام الولايات المتحدة وتحالفها المزعوم لمحاربة الإرهاب بدعم ميليشيات لديها أحلام انفصالية شرق نهر الفرات،مخالفة بذلك كل القرارات الدولية التي صادقت عليها ومنها القرار (2254) والذي يؤكد فيه مجلس الأمن (التزامه القوي بسيادة واستقلال ووحدة الجمهورية العربية السورية ووحدتها الترابية).‏

هذا الدعم الأميركي لأوهام (المليشيات الانفصالية) يصب في التوجه الأميركي لتنفيذ مشروع (الشرق الأوسط الكبير) القائم على إعادة رسم خريطة المنطقة وفقاً للمصالح الأميركية – الصهيونية الذي ينازع بفعل انتصار المحور المكافح للإرهاب بنواته الأساسية سورية.‏

المعروف أن الولايات المتحدة لا تتخلى عن مشاريعها العدوانية وخاصة المرتبطة بالمصلحة الإسرائيلية وإنما تقوم على تجزئة تنفيذها وتوفير شروط تحقيقها من جديد ولا تهتم في سبيل إنجاز ذلك بأي قرارات دولية ولكن الوضع في سورية وتمسك الشعب السوري بكل شرائحه بوحدة سورية أرضاً وشعباً سيفشل المحاولات الأميركية.‏

البرغماتية الأميركية تفسح المجال أمام الساسة الأميركيين في توظيف أي فرصة سنحت لهم في حال فشلت مشاريعهم القومية وهو ما تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب استثماره عبر التدخل في رسم مستقبل سورية السياسي خلافاً لقرار مجلس الأمن (2254) الذي أكد على (القيادة السورية لأي عملية سياسية دون أي تدخل خارجي).‏

إن الدعم الأميركي لفئة محدودة شرق نهر الفرات تدرج في إطار السعي لإطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية ولن يكتب لها النجاح في ثني الحكومة السورية عن فرض سيادة القانون على كامل التراب السوري أو السماح لأي جهة كانت التدخل في فرض حلول على الشعب السوري مهما كانت الضغوط والتحديات.‏

لا شك أن سورية تتفاعل مع كل الجهود الصادقة لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار من أي جهة تحترم سيادتها واستقلالها ومن هذا المنطلق استجابت للكثير من الجهود التي تسهم في القضاء على الإرهاب وتوفير الأرضية السليمة للحل السياسي الذي يقرره السوريين وحدهم.‏

وكذلك الأمر رفضت سورية على مدار سنوات الحرب كل محاولات التدخل في شؤونها الداخلية وقدمت التضحيات الكبيرة مقابل ذلك وهي اليوم ترفض أن تتمكن الدول الداعمة للإرهاب وفي مقدمتها الولايات المتحدة أن تأخذ بالضغوط والتدخلات الجزئية ما عجزت عن أخذه بالإرهاب.‏

إن ما تقوم به واشنطن شرق الفرات لن تتمكن من حصد أي نتائج له على أرض الواقع (جيوسياسياً) فمن عجز بعد كل هذه الحرب عن إسقاط الدولة السورية لا شك سيكون من المستحيل عليه فرض واقع شاذ بالاتكال على تشكيلات جل اتكالها على الوجود الأميركي غير الشرعي في تلك المنطقة.‏

في المدى القريب سيكون للولايات المتحدة تقييم للوضع في سورية يستند إلى ما اسماه وزير خارجيتها بالواقع الجديد وأغلبية المتابعين للشأن الأميركي ذهبوا في تحليلاتهم باتجاه قيام واشنطن بإخراج قواتها من سورية دون قيد أو شرط.‏

انطلاقاً من ذلك على التشكيلات التي يغلب عليها الطابع الانتهازي أن تدرك إلى أين تسير الأمور وتأخذ القرار لصالح سيادة سورية ووحدة أراضيها لأن اتخاذ مثل هذا القرار قبل الخروج الأميركي من سورية والذي سيتم عاجلاً أم أجلاً ليس كما بعده من الناحية الوطنية والقانونية.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام الولايات المتحدة “الفيتو” لمنع حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة